رشدي كَسرَ مزرابَ العين وقضى على سياسةِ الحوار

 

رشدي​​ 

كَسرَ​​ مزرابَ​​ العين

وقضى​​ 

على سياسةِ​​ الحوار

 

إبراهيم يوسف​​ ​​ لبنان

 

​​ 

تعقيبا على​​ نص

​​ مهند النابلسي

كيف تكتب الرواية

نموذجان​​ 

ماركيز​​ ورشدي

المنشور على رابط الروافد

 

http://arrawafed.net/?p=6766

 

C:\Users\ibrah\OneDrive\Desktop\etoiles.jpg

 

 

حبيب قلبي مهند النابلسي.. ابن الأصل والفصل، والصديق الوفيّ​​ اللمّاح الحصيف. تحمَّلني هذه المرة فحسب.

​​ 

سلمان رشدي هذا يا صديقي شبيه بجحا؟ وكان جحا​​ منبوذا ذات حين غفر الله له وللمؤمنين، وموضع إهمال​​ ​​ في قريته​​ من المحيطين،​​ يستخفون بحاله​​ دون أن يعيروه أدنى​​ احترام​​ أو​​ تقدير، ولكي يستعيد ثقته بنفسه ويلفت​​ إليه​​ الأنظار ولو​​ بالإفك والافتراء؟ راح​​ إلى العين​​ مصدر​​ المياه​​ لجميع سكان القرية والجوار..​​ وكسرالمزراب!​​ 

 

هذا تماما ما فعله صاحبُنا في كتابه​​ آيات​​ شيطانية. النوايا المكتومة يا صاحبي يعفو عنها أو يحساب عليها الله،​​ والنوايا المعلنة يحاسب عليها​​ الله..​​ والناس.​​ هكذا نددوا به واستباحوا دمه، وذاع صيته على كل شفة ولسان.

​​ 

"الآيات الشيطانية" التي​​ أنكرها العالم، المسلمون والمسيحيون والڤاتيكان وبعض​​ حاخامات​​ اليهود،​​ حينما​​ تناولها​​ بالسوء​​ الكاتب المتعنت​​ المتهور المتجني..​​ المأزوم.​​ هذه​​ الآيات يؤمن​​ بها​​ مليارا آدمي ما يساوي​​ ربع سكان الأرض،​​ استهان​​ بمشاعرهم​​ وتجرأ على نبيٍّ​​ يمثلهم،​​ ليلوذ​​ من الخوف​​ في جحره،​​ وهو مصرٌ أن​​ يقف على رؤوس أصابعه​​ ليبدو عملاقا​​ كما توهم،​​ ولا يزيد​​ طوله​​ عن​​ قزم​​ مغرور​​ يعاني فيضا من​​ النقائص​​ والعلل.​​ 

 

هذا​​ أمير الشعراء​​ شوقي​​ خير من​​ أنصف النبيّ​​ الكريم،​​ ومعه أم كلثوم​​ ورياض السنباطي، وسائر المؤمنين بالله​​ ورسوله. وها هي​​ نهج البردة​​ القصيدة​​ التي​​ لا​​ تقارن.​​ استهلها​​ بأرق​​ أبيات​​ الغزل على عادة قدامى الشعراء:

 

"ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ * أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ
يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ * لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ
يا ناعِسَ​​ الطَرفِ لا ذُقتَ النوى أَبَداً * أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ

وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللَهُ قائِلُها * لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ

صَلّى وَراءَكَ مِنهُم كُلُّ ذي خَطَرٍ * وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللَهِ يَأتَمِمِ
حــتى بلغـتَ سـماءً لا يُطـارُ لهـا​​ **​​ عـلى جَنـاحٍ، ولا يُسْـعَى عـلى قَـدمِ

محــمدٌ صفـوةُ البـاري، ورحمتُـه​​ **​​ وبغيَـةُ اللـه مـن خَـلْقٍ ومـن نَسَـمِ"

 

https://www.youtube.com/watch?v=lToGoNVoDuk

 

لم يقتصر​​ المديح​​ على نهج البردى بل تعداها إلى سلوا​​ قلبي، وولد الهدى فالكائنات ضياء.​​ كما لم يقتصر​​ العرفان​​ على​​ أمير الشعراء​​ وحده؟ بل​​ هناك آلآف​​ العباقرة​​ من كتاب وشعراء​​ وملحنين،​​ ممن مدحوا الرسول​​ على مساحة الأرض عبر تاريخ​​ طويل،​​ فثابوا وأحسنوا​​ القول​​ والعمل.​​ فمن يكون​​ رشدي هذا​​ الدعي الحقير؟!​​ الذي حاول الإساءة للنبيّ​​ فأساء للعالم وأساء​​ لنفسه، عندما​​ كسر مزراب العين..​​ وراح يستجير​​ بالمملكة​​ التعيسة​​ لتحميه.​​ 

 

​​ "وكنت إذا سألت القلب يوماً​​ **​​ تولى الدمع عن قلبي الجوابا
ولي بين الضلوع دم ولحم​​ **​​ هما الواهي الذي​​ ثكل الشبابا
تسرب في الدموع فقلت ولى​​ **وصفق في الضلوع فقلت ثابا

أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري​​ ***​​ بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ انتِسابا

مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدرًا​​ ***​​ وحينَ مَدَحتُكَ​​ اجتزتُ السَحابا"

 

https://www.youtube.com/watch?v=JPmD7XmDMME

 

لا تَشْتُمْ إلهاً لا تَعْبُدُهُ. وجد هذا النّهي في​​ معبد تدمر السورية؛​​ لكن من ينتقد يهوديا؟ متّهم بمعاداة السامية. ومن يستهين بالمرأة؟ متهم بالتمييز بين الجنسين. ومن يَسْتَخِفّ بامرىء أسود البشرة؟ متهم بالعنصرية. والمشهِّر بالشذوذ؟ متهم بالعداء للمثلية. أما من يشتمُ مسلما؟ فيدخل في حماية المملكة وحرية الرأي والتعبير!​​ 

 

ولئن كان​​ قد أخطأ من هدر دم الكاتب​​ حينما لم يتحقق له ما يريد؟​​ بل​​ أتت​​ نتائج​​ الحملة​​ في​​ صالح الكاتب،​​ عندما​​ ساهم​​ التنديد والتهديد​​ بما لم يكن يحلم به،​​ فتحققت له​​ الشهرة​​ والجوائز التي يمنحها المستفيدون​​ الانتهازيون.​​ ونال ما كان​​ يرجوه من شرف العضوية،​​ وترسيمه​​ مبدعا​​ في الجمعية الملكية للأدب..​​ بسبب آياته الشيطانية.

 

وإبراهيم طوقان​​ ألم يرتكب الخطيئة​​ إياها​​ في قصيدته:​​ يا شهريار؟​​ وهو يمعن بالتنديد​​ والتشنيع​​ في معتقدات الآخرين بأحط​​ أنواع​​ الإيذاء​​ المريع؟!​​ حينما​​ شتم​​ وأهان أقدس​​ مقدسات المسيحية والإسلام.​​ والمستغرب للغاية​​ ​​ أن تتآمر​​ بعض "المواقع​​ الإسلاميّة"​​ وتنشر القصيدة​​ الشنيعة،​​ وهي​​ "تتفاخر"​​ بما فاضت به قريحة الشاعر من شتائم واتّهامات وكأنّها معجزة​​ التاريخ. أما وقد رحل الرجل وحسابه بات مع الله؛​​ فلا يمكن أن​​ نحاسبه​​ ونقاضيه.​​ 

 

​​ لكنني​​ أرجو والرجاء أعلى شأناً​​ من التمني،​​ أن​​ تكون القصيدة منحولة​​ عليه،​​ ويأتي من يتقصاها​​ بجدية​​ فيكون ما أتى على لسانه​​ منسوبا،​​ وهو بريء من تهمة القصيدة.​​ أو​​ أقله​​ أن تعتذر أسرته​​ عن الحيف اللاحق​​ بالجميع. ​​​​ 

 

والوليد بن يزيد​​ من الزمرة إياها​​ واقع جارية​​ وهو سكران، وحينما أذن للصلاة؟​​ أقسم​​ ألا يصلي بالناس إلا​​ ​​ الجارية فأمت المصلين متنكرة بثيابه!​​ وكانت له​​ بركة من​​ الخمر​​ فإذا​​ ما​​ طرب ألقى بنفسه فيها،​​ وعب​​ منها​​ ما يتسع جوفه.. حتى​​ يبين النقص في أطرافها!​​ على ما يقول غلاة​​ من يناصبون العداء​​ لصاحب​​ هذا الإرث الثقيل.​​ 

 

وسخط​​ الوليد يوماً​​ بما وقع عليه​​ في المصحف​​ الشريف​​ حينما قرأ​​ قوله تعالى: واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد.. فرمى​​ المصحف​​ من يده في الأرض​​ وأمر من يجعله هدفا، ثم​​ راح يرميه​​ بالسهام حتى تمزق وهو​​ يقول:

 

أتــوعد كــــل جبـــار عنيـــد          فهـــا أنـــا ذاك جبــار عنيد

إذا ما جئت ربك يومـاً حشر          فقل يا رب مزقنـــي الوليــد

 

والبومة​​ جزعت​​ على​​ نفسها​​ من أبيه​​ فقالت​​ له: قتلتم ابن بنت نبييكم​​ فلا​​ آمنكم على نفسي بعد هذا التاريخ.​​ 

 

​​ وقالت تقارير صحفية في مقاطعة تابعة لولاية فلوريدا الأمريكية:​​ إن الشرطة​​ ألقت القبض​​ على القس تيري جونز​​ وقد​​ أثار جدلا واسعا،​​ استمر طويلا​​ لإحراقه المصحف الشريف.​​ وذلك​​ بعد وصوله إلى منتزه في الولاية​​ وبحوزته​​ آلاف​​ النسخ​​ من القرآن كان يخطط لإحراقها.​​ هذه فحسب بعض النماذج البشرية المتعنتة المريضة.

 

أما​​ ماركز وقد بيعت مؤلفاته برواج منقطع النظير، فيمثل​​ وجها​​ أدبيا​​ بارزا​​ من وجوه أميركا​​ اللاتينية،​​ غزا العالم بفكره وسحر ما كتب.​​ ولا يتسع المجال في تعقيب مقتضب،​​ للإحاطة بقليل​​ مما شدّ​​ إليه​​ انتباه العالم بأسره.

 

ولا​​ أدري​​ والله​​ لماذا ارتكب مهند أخي وصديقي خطأ فادحا،​​ وقد حشر​​ برشدي​​ إلى جانب​​ ماركيز؟!​​ فلم يعفني من الرد​​ أو​​ يترك​​ الرجل​​ يتوجه​​ للناس​​ بوصية من​​ عمق​​ وجدانه،​​ قبل أن​​ يغدر به​​ الموت​​ على​​ آخر​​ المنعطفات.

 

الخميس​​ السابع عشر من أبريل نيسان من العام 2014،​​ وكان الليل قد تقدم قليلا حينما​​ توفي​​ في مكسيكو سيتي​​ الروائي الكولومبي،​​ الحائز جائزة نوبل​​ غارسيا ماركيز​​ عن عمر ناهز 87 عاما،.​​ وقد​​ قدمت​​ أميركا اللاتينية​​ أعماله الروائية​​ لملايين القراء في العالم، ووضعت​​ هذه​​ الواقعية السحرية على خريطة الأدب العالمي.​​ 

 

من​​ على فراش الموت حيث​​ كان يرقد،​​ قاوم​​ ماركيز​​ بشجاعة​​ وقد​​ أنهكه​​ الداء​​ الخبيث،​​ فلم يشأ أن يترك العالم قبل أن​​ يكتب رسالة،​​ سرعان ما انتشرت​​ الى ملايين​​ الأصدقاء​​ المحبين.​​ ليبقى أفضل​​ الحديث عنه​​ نص​​ الرسالة:​​ 

 

"لو شاء الله أن يهبني​​ جزءاً​​ من حياة أخرى؟​​ سأستثمرها بكل قواي،​​ ربما لن أقول كل ما أفكر به،​​ لكنني​​ سأفكر​​ حتما​​ في كل ما​​ أقوله. سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً​​ أن​​ إطباقة العين،​​ تعني خسارة ستين ثانية من النور.​​ سأسير فيما يتوقف الآخرون، وأصحو فيما الجميع نيام.

 

لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، من دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق.​​ للطفـل سأمنحه أجنحة​​ ليطير، لكنني سأدعه يتعلم التحليق​​ دون مساعدتي.​​ أما​​ للكهول​​ فسأعلمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة..؟​​ بل بفعل النسيان.

 

منكم​​ تعلمت​​ أيها البشر؟​​ أن الجميع يعشق​​ العيش​​ على​​ قمة الجبل،​​ دون أن يدركوا​​ أن سر السعادة يكمن في تسلقه. تعلمت أن المولود الجديد، حينما​​ يشد على أصابع أبيه للمرة الأولى، فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد.

 

تعلمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر،​​ فقط؛​​ حينما​​ يجب أن يساعده على​​ النهوض​​ والوقوف.​​ تعلمت منكم​​ أيها البشر​​ أشياء كثيرة، لكن قلة منها ستفيدني، لأنها​​ عندما​​ توضع في حقيبتي أكون أودع الحياة.

 

قل دائماً ما تشعر به​​ وافعل​​ ما تفكر فيه.​​ لكنني​​ لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة..؟​​ لكنت ضممتك بشدة بين ذراعي.​​ ولتضرعت​​ بحرارة​​ المؤمن​​ إلى​​ ربي..​​ ليجعلني حارساً​​ لروحك. لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها، لقلت أحبك.. ثم أحبك من جديد..​​ وكنت​​ تجاهلت، بخجل، أنك تعرفين ذلك.​​ 

 

هناك دوماً يومُ​​ غدٍ​​ آخر، والحياة تمنحنا فرصة لنفعل الأفضل، لكن​​ لو أنني مخطىء​​ وهو يومي الأخير،​​ لأحببت​​ أن أقول​​ لك أحبك أكثر​​ ولن أنساك أبداً​​ .لأن الغد ليس مضموناً، سواء لشاب أو​​ عجوز، ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة،​​ التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم، فلا تنتظر أكثر. تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي،​​ ولا بد من أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه وقتاً من أجل ابتسامة، أو عناق، أو كنت مشغولاً​​ لترسل لهم أمنية أخيرة.

 

حافظ على من تحب بقربك،​​ اهمس في​​ آذانهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتن بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم​​ بعض​​ العبارات،: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها، لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار،​​ واطلب من الرب القوة والحكمة للتعبير عنها​​ ​​ لتبرهن​​ لأحبائك كم هم مهمون لديك.

 

لأن​​ الحياة تمنحنا​​ الفرصة دائماً أن نفعل الافضل. يجب أن تندم على الوقت الذي لم تجد فيه فرصة لابتسامة."

 

وهكذا فالخطاب المتصاعد​​ وحدة الغضب تأتي غالبا​​ بردود سلبية. فالغرب​​ الذي​​ دأب على التنديد​​ بتخلف "العرب والمسلمين"؟​​ لا ينبغي أن يستغرب​​ ردود الفعل،​​ التي​​ عززت​​ من وقعها ثورة الاتصالات​​ وقضت على "رفاهية العزلة".​​ والمتطرفون على اختلاف انتماءآتهم​​ ومشاربهم،​​ قضوا على ثقافة الحوار عكس​​ ما "يرتجيه الجميع".​​ 

 

أما وقد أطلت عليك​​ الحديث في​​ الشأن الأدبي، وأنت صاحب تجربة فاعلة​​ فتعال معي إلى​​ "رأي اليوم".​​ الصحيفة​​ المميزة حقا​​ بجديتها،​​ وموضوعية​​ أخبارها وأنت خير من يعرفها.​​ لولا​​ أن القسم الثقافي​​ فيها​​ يفتقر​​ على نحو ملفت،​​ من​​ يختار ويراجع المواد قبل نشرها،​​ ولا يهمل​​ تدقيق​​ القواعد​​ وسلامة​​ اللغة.​​ لكنني أشهد​​ للإنصاف​​ ووجه الحق،​​ على​​ أهمية​​ الصحيفة​​ وانتشارها الواسع،​​ ما يحملني​​ أن​​ أواكبها​​ دوما​​ وأتابع​​ فيها سائر الأخبار.

 

ibrahimkyoussef@hotmail.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للمشاركة

ابراهيم يوسف

Read Previous

سكورسيزي المتواضع ومعاناتي مع المغرور الطالع

Read Next

لا شفاعةَ لابنةِ الوزيرْ

7 Comments

  • كالعادة لا تزال تدهشني استاذي الفاضل

  • من باب الذوق والمجاملة
    أن يعقب الشخص المعني بالمادة..
    أقله بالشكر على الاهتمام
    عموما..
    يسلم تمك صديقي إبراهيم..”لا تشتم إلهًا لا تعبده”.

  • أدركني وحاصرني التعب يا سيدتي من كل الجهات. فكلما كبرنا كلما زادت متاعبنا، ودهمتنا أوجاعنا من كل مطرح. لكنكِ والله.. لست أقل تسامحا من سائر المحبين الأصدقاء، ولو أن الصداقة ولا حتى الحب في النهاية يدومان مدى الحياة، وهذا من أسباب خيبتي ومرارتي وانكساري.

    أما صياغةَ العالم وخاصة في لبنان.. بمقاييسَ إنسانيَّة تطابقُ الكمال أو الحد الأدنى المقبول، وتمتلىء بحب لا حقد فيه ولا حرب، ويخلو من أسباب الاستغلال والفساد؛ لهو ضرب من المستحيل، لن ندركه مهما تفاءلنا بعالم مثالي؛ ومهما صبرنا وطال الانتظار.

    وما يحزنني حقا الأماني الزهيدة التي حققتها في حياتي، ولم أعد أملك ما يكفي من الوقت والشجاعة والعزم لأسعف بها روحي وجسمي، وأستدرك ما فات من عمري ولو بعد انقضاء الزمن وفوات الأوان.

    لكنني رغم العجز وشدة الانكسار والعمر والعلل والخيبات المتكررة.. والألم؟ سأحاول بإصرار مرات ومرات، فلا زلت متمسكا بإرادة العيش، وأطمع فيمن لا يخيب فيه الرجاء.

    سيدتي “وحبيبتي” أنت.. كل عام وأنت بخير. سامحيني.. ويكفي.

  • يطول عمرك ويخليك حبيب قلبي ماهر.. شكرا على الإطراء

  • الحرية من أساسيات الوجود الإنساني السليم، والمساواة لا تستقيم بدون احترام دين ومعتقد الآخر، بعيدا من الإساءة والتجني ودعوات الكراهية والتنديد.

    من خلال نصك تعرفت لأول مرة على الكاتب وكتابه “آيات شيطانية”، ولولا غضب “وهياج المسلمين” في مثل هذه المواقف الحساسة الدقيقة؟ ماكان ليبلغ الكتاب مابلغ من الدلالة والتعريف.

    سلامتك معلمي الغالي من كل سوء.. وسلامة لبنان العزيز
    كن دوما بخير.. أنت صاحب القلب الكبير، والإرادة القوية في مساندة أصدقائك ومحبيك.

  • “كاسر مزراب العين” الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي، يخضع لجراحة طارئة، إثر تعرضه للطعن في نيويورك.. وتنديد واسع بالهجوم عليه. بينما رابطة الكتاب الأمريكيين تشعر بالصدمة على ما يقول الخبر.

    وقد ورد في بعض وسائل الإعلام تعقيبا على الموضوع، أن سلمان رشدي كان يتحدى “السلطة” لعقود من الزمن!! لكنه في الواقع إنما كان يتحدى الله والناس الممؤمنين به. الله هو القاضي في كل الأمور.. وحاشى أن يكون عاجزا عن محاسبة رشدي وسائر خلقه.

    وهكذا فلم لم نترك أمر إدانته أو براءةته لله من دون الجميع. في اعتقادي؛ كان القرار بإدانته وإباحة دمه خاطئا في الأساس. لأنهم بهذا القرار؟ أعاروه اهتماما كبيرا ورفعوا من شأنه حينما سلطوا عليه الأضواء.. وربما كان هذا جلّ ما يرجوه ويتمناه الكاتب المندد برسول الإسلام.

  • بوركت “عبقرية” من صفق طويلا لقتل سلمان رشدي واستباحة دمائه.. فالرواية المرفوضة إياها “آيات شيطانية” يتم تحميلها من قبل الملايين اليوم، وهناك من يلهث للحصول عليها.. أرأيتم كيف روَّجتم بأنفسكم َ للرواية المنكودة!؟

    لقد أسمعت لو ناديت حيا
    ولكن لا حياة لمن تنادي!!

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *