حصادٌ وفير.. وموسمُ ثَمَرٍ جديد

حصادٌ​​ وفير..​​ وموسمُ​​ ثَمَرٍ جديد

 

 

صدر عن​​ دار سهيل عيساوي:​​ المجنون والبحر في مسرحة القصيدة العربية الطبعة التاسعة بالعربية والإنكليزية​​ 

للشاعرالأديب:​​ وهيب نديم وهبة

أعدّ​​ الترجمة​​ للإنكليزية​​ الأستاذ حسن حجازي من مصر

 

 

C:\Users\ibrah\OneDrive\Desktop\وهيب.jpg

 

 

 

 

 

 

يستحق العمل كمجموعة​​ متكاملة​​ قول المتنبي:​​ على قدر أهل العزم تأتي العزائم.

 

مبروك​​ للجميع.. وشكرا جزيلا على​​ الالتفات صوب​​ الروافد​​ 

​​ والعقبى لإصدارات جديدة

​​ لا تنقطع ولا تتوقف​​ بعون الله​​ ​​ أبدا

 

 

 

 

 

 

 

 

إضاءة​​ 

عادَ الْمجنونُ إلى الْبحرِ مُمسكًا يدَ​​ هالة يمشيان​​ ​​ إزاء​​ المَاءِ تَمامًا...​​ والريح تتحرش​​ بشعرها الطويل​​ ​​ فيتماوج​​ على​​ ظهرها و​​ كتفيها​​ ​​ كلّما هبَتِ الرّيح.​​ أما​​ فُستانها الواسع​​ الطَّويلُ​​ فيَغتَصِبُ​​ ظِلالا من​​ حُرِّيَةِ​​ حركة الكون​​ لطالما تاقت إليها

 

 

 

 

 

 

 

 

كانَ حُضُورُهُ الْأولُ أَمَامَ الْبَحرِ​​ ​​ في​​ العَام 1995 - عِندَمَا هَجَرَ مَرافِئَ الْيابِسَةِ، إلى الْبَحرِ (الْهِجرَاتُ الثَلاثُ "الطّبعَةُ الْأولَى وَالثَانِيَةُ وَالثَالِثَةُ" وَهو​​ إلى جوارها يحاورها باللغة العربيةَ.

عَادَ الْمَجنُونُ​​ بعَدَ​​ غِيابٍ، مِن رِحلَةٍ طَويلَةٍ..​​ زَارَ خِلالَها عَواصِمَ العَالَمِ وَتَحَدّثَ مَع هَالة بِلُغَاتِهم الأَجنَبِيَّةِ العَالَمِيَّةِ. (1997) و (1998) و (2000) و (2001).​​ (2002)

ثُمَّ غَابَ الْمَجنونُ وَعَادَ مَرَّةً أُخرَى يَتَحَدثُ العَرَبيَّةِ بِطلاقة​​ وعُنفُوانِ الْبَحرِ...​​ العام 2018 هذه​​ المرة​​ عاد​​ برفقةِ فادية نحّاس، الْقَارِئَةِ​​ ​​ العالمية​​ فِي مَكتَبَةِ الْمَنَارَةِ التي​​ ​​ كانت​​ تجاذب​​ المجنون​​ الكلِمَات​​ العذبة​​ الثَائِرَةُ​​ ذات​​ النغم​​ السحري​​ الرنان​​ الْمُمَوسَق​​ حتى​​ حدود​​ الحرير​​ وَقَد​​ تماهت​​ رقة هالة​​ مَع​​ الْمَجنونِ​​ ،​​ وَهيَ​​ تواطىء الرمل​​ بقدميها​​ الحافيتين​​ وَ​​ تعدو​​ كالطائر​​ ما​​ بَينَ زُرقَةِ السَّمَاءِ وَالْبَحر؛ِ

وقد​​ تَراءَى لي​​ للتو​​ صَديقي الْمَجنونُ​​ ​​ يُقبل​​ مِن عُبابِ الْبَحرِ 2022، يَتَحَدّثُ مَع هَالة بِالْعَرَبيَّة والإنجليزيَّة​​ وقد

عادَ الآن؛ مِن​​ خلال الأمواج الصاخبة​​ ، بَعدَ غَيبَةٍ وَطُولِ انتِظارٍ، وَهالةُ جَالِسَةٌ تَبحَثُ عَنهُ فَوقَ رِمَالِ الشاطئِ الْمُمتدّ

رَافَقَتْ طبعاتُ المَجنونِ وَالْبَحرِ ثَورَةٌ نَقديَةٌ عَارِمَةٌ، لم تَشهَدْ​​ مثلهَا بلادَنا​​ من قبل... وَشَهدَ الْعَالمُ​​ ​​ على​​ الترجماتِ​​ للُّغاتٍ عَالميَّةٍ عَدِيدة

فكرةُ الغِلافِ مُستَوحَاةٌ مِن لوحَةِ: هيام يوسف مصطفى​​ وَتنسيق آلآء مرتين

التَّرجَمة إِلَى اَللُّغة الْإِنْجِليزِيَّة​​ أنجزها​​ ​​ حسن حجازِي حسن

أمّا الْمُراجعة​​ وَالتَّدقيق:​​ فقد تولاهما​​ الدّكتور صفا فرِحات

بينما​​ قَدّم للعمل​​ الْأديبَ الرَّاحلَ: محمّد نفّاع​​ وقال:

إن وهيب​​ جامح​​ في الْمَجنونِ وَالْبحرِ،​​ ​​ أتحفَ​​ ِقرّاءهِ​​ ​​ بإنتاجٍ​​ أدبيّ أخلاقيّ واسع.​​ جامح​​ كالْحبِّ، ساخطً​​ كالْفقرِ.. شاءتِ الصُّدفُ أنْ أقرأَ هذهِ الصّفحاتِ منْ خلالِ هديرِ عاصفةِ تشرينَ الْهوجاءِ الْمِرقِالِ، رعدٌ يَقصِفُ وَبَرقٌ يَحرِقُ وَمَطرٌ يَدفِقُ وَسيولٌ تجرِفُ

وأرضٌ​​ تهَبُّ لتقدمَةِ خيرٍ، شأنُ كل​​ ضرائب الثورةٍ على الشّرِّ​​ يتمخض عنها​​ ضحايا وخراباً​​ حتّى​​ يعاود الخير حضوره

ويقولُ وهيب نديم وهبة:

ليسَ منَ​​ السهولة​​ ،​​ أن تتحول النزاهة إلى عار، وتتحول الدعارة​​ ​​ 

​​ إلى علم​​ ​​ ،​​ ويمسي​​ الْخداعُ​​ تجارةً والْكذبُ​​ مهنةً.تحرّكَ الْمجنونُ في داخلي. ليكُنِ الْجنونُ بدايةَ الْبدايةِ.

يقولُ الْمجنونُ وهوَ يضحكُ، ويشتِمُ ويبتَسِمُ: “أترى هذا الْبِرمِيلَ الْمَقلُوبَ؟ هذا عالمُكُم – عالمُكُم فارغُ الْمضمونِ... وألفُ تاجرِ ممنوعاتٍ – مخدِّراتٍ، صفقاتٍ، زعاماتٍ وصغار​​ يأتون ويضيعُون،​​ وهم​​ يمارسُون لعبةَ الْكبارِ. أينَ أحلامُ الطّفولةِ – وربيعُ الْأغنياتِ، والأمانٍي النابتَةُ في الْأفقِ الْبعيدِ... في الْخيال.

تقولُ هالة: “الْآنَ تكبرُ على بيادرِ طفولتي... أمنحُكَ النّعاسَ حتّى شقائقِ​​ الْوردِ... وأتلاشى حتّى يذوبَ السّكّرُ فيكَ، أرتديكَ قميصًا على شفافيّةِ لحمي وأصنعُ لكَ جسدي دُنيا عشقٍ

هالة والْمجنون معًا في هذَا الْحوَار:هالةُ: “لكَ أنْ تنامَ، سيّدي،​​ لقدْ تغيّرَ الزّمانُ والْمكانُ، ولكنّهُ مثلُ شجرِ الزّيتونِ ينبتُ منْ جديدٍ – يتبدّلُ، يشرقُ، يزهرُ، يحملُ هبةَ الْأرضِ وعطاءَ السّماءِ... انظرْ هناكَ! همْ يُشعلونَ الْأرضَ حرائقَ.”

الْمجنونُ: “تذهبينَ بعيدًا. همُ الْآنَ ينهضونَ مِنْ جديدٍ. سوفَ أنامُ الْآنَ طويلًا، وقدِ استيقظَ​​ والشرق يتمخض عن فجر جديد

 

 

 

 

 

 

للمشاركة

وهيب نديم وهبة

Read Previous

حَادي الرّحِيل

Read Next

شريعة الغاب

2 Comments

  • ليت المعرفة حصلت بيننا من قبل يا صديقي. لقد تأخرنا كثيرا والعمر يأزف على الانتهاء،وكان من قبل الشباب مؤاتيا للاستفادة من زمن الحب.. غاية الدنيا وناموسها الأول.. الزمن يا صديقي عصيّ على التراجع والإدراك.. ولا يرحم، فلا يغدو الخُفُّ المُقَصّب ولا القدمان العاريتان جديرتان بمواطأة الرمال مع المجنون أو ” بالغياب”.. لتعدو هالة وحدها ما بين زرقة السماء والبحر تواكب الشمس عند مطلعها والريح عند الهبوب من الشمال؛ غزالا شاردا يتبخر المسك من عَرَقِهِ وينتشرُ عطراً فلسطينياً مُبْتكراً في أربع رياح الأرض. وبعدها.. لا بياضا ولا شمعاً أو ثلجاً على ذرى صنين ولا شفافية بلور في الإهاب يليق به حرير القز من لبنان التاريخ، يلامس جسدها الغض العاري ونهديها الطفلين.. أليست هذه خسارة الخسارات؟؟. لعل وقتي يومئذٍ كان أسعدني فاستفدت من أنغام مكتبة المنارة في صوت واحدة
    من نايات المكتبة فتسجل بلهاثهاوهمسها قال المغني.. قصيدتي. وهكذا يتمخض عن وجداني وفكري أمل فجر جديد يعود بالزمن في أحلامي إلى الوراء. تذكّرْ وحسب أنني بلغت الحافة وغدا ينتهي أمري. لكن غداً أيضا يواصل وهيب مشواره بمشيئة الله مع الروافد ومع الحب والحياة والأمل. رجائي أن تبقى دائما وأبداً بخير.

  • صباح الورد المسكوب من قارورة عطر الكلمات…
    كلماتكَ تفوح بأريج المكان وحبك الراكض كمثل الغزال
    إلى براري وطني فلسطين.
    نحبكَ – نحترمكَ – وكل كلمة من كلماتك التاج المرصع
    فوق جبين اللغة العربية…
    مهما تأخرنا – التقينا – وكم اتوق وأمامي الجسر أن يعود
    الغائب حتى لو تأخر في الميعاد.
    ربما يأتي زمن التمنى وكما تقول: (رجائي أن تبقى دائما وأبداً بخير)
    أنا أقول: للصديق القدير البليغ المبدع إبراهيم يوسف مع محبتي وهيب .

Leave a Reply to إبراهيم يوسف Cancel reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *