من أحسن إلي…كيف أجازيه؟

3 Comments

  • “لم تزلْ على وفاءٍ.. ما سوى الوَفاء زادي”

    الله يكرمك يا شهرناس. الإسم الذي لم أنادِك به من زمن طويل، منذ أن دهمتنا الوحشة حينما غادرنا إلى مشاغله الدكتور محمد علي حيدر،عافاه وأكرمه ربّ العباد. وهو من أطلق عليك هذا الإسم الرخيم. لقد تعلّمنا منه قَدْرَ ما تمكّنا، لكن الوحشة علمتني، أن لا أسعى إلى صداقات جديدة. متى غابت؟ ستنال من رجائي وتقهرني بلا ريب.

    وهكذا؛ فالأيام تمضي سريعة كما ترينها يا صديقتي. أسرع مما كنت أتوقع وأنا أجتاز الخطوات الأخيرة نحو المنعطف إلى عالم الغيب، وبداية أخرى لا أعرف ولو “بالشك” كم فيها الأسرار. أعدو سريعا بلا راحة أو توقف ولم يبق أمامي ما يكفي لأعوِّض ما فات، فلم أقل ما في خاطري بعد، أو أفعل بعض ما كان ينبغي فأرتاح.

    أعيش وسط ضباب العمر ما بين العتمة والنور. أشبه ما أكون بهلام متموج لا يستقرعلى حال. لوكنت ملحدا بالخالص أو مؤمنا بالمطلق؟ لارتحت وانتهى الأمر. لا أعيش الفرح أو الحزن؛ فأنا ما بين بين.. وهذه أسوأ الأحوال. ليتني كنت كشهربان التي حسمت أمرها وارتاحت، فعرفت طريقها جيدا وآمنت بمصيرها قبل الأوان.

    الحاضر جزء من الماضي، وميراث للمستقبل بحسناته وسيئاته، وأساليب التعليم وغيرها من دواعي استمرار الحياة، تختلف باختلاف العصر الذي ننتمي إليه. لكن من يتحدى الزمن يقاسي ولا يحصد إلاّ الخيبة والمرارة والأشواك.

    عرفت طبيبا يشبهني، لم “يتلوث” بالمدنية بعد. وحتى اللحظة لم يقتن هاتفا محمولا، ولا أحسبه سيفعل وقد تقدمت به السن ليتقاعد؛ يا للعجب! عندما يكون أشد حاجة مني للمحمول، ولا أدري حقا كيف يتدبر شؤونه، ويدير أموره فلا يشكو ولا يتذمر.

    وبعد لو صدقت ظنوني ؟ لتحولت حفيدة فياغورث أحد رواد البشرية للنور، فتقمّصت شهربان في الحيوات المقبلة نبتة نسرين تصون الحقول، وتهوى المطر والشمس والريح، وحينما تزهر ينتشر شذاها في الأرجاء مرورا بجبل الشيخ ووادي البقاع، حتى يبلغني في شمس الجبل جارة صنين، طازجا أتيا إليّ من سياج كرم في الجليل.

  • الأستاذ الصديق العزيز إبراهيم

    جميعنا ننتظر الموت في نهاية الدرب فلا عمر يمتد إلى الأبد؟ ليبقى الأهم أن نعيش الحياة كما يجب. وكل فرد منا يحب الله فيها بطريقته..والله هو الخبير العليم.

    يكفيك قلبك العامر بالمحبة، وأن تحب للآخرين ماتحبه لنفسك، والنية الطيبة وعمل الخير، لتمضي في الرحلة مرتاح البال مطمئن الضمير.

  • “وبعد لو صدقت ظنوني ؟ لتحولت حفيدة فياغورث أحد رواد البشرية للنور، فتقمّصت شهربان في الحيوات المقبلة نبتة نسرين تصون الحقول، وتهوى المطر والشمس والريح، وحينما تزهر ينتشر شذاها في الأرجاء مرورا بجبل الشيخ ووادي البقاع، حتى يبلغني في شمس الجبل جارة صنين، طازجا أتيا إليّ من سياج كرم في الجليل.”  

    لم يوفّق جلجامش..
    بالاحتفاظ بعشبة الخلاص..
    ولا بصداقة انديكو
    ولكنه في نهاية الأمر..
    حظي بالخلود..

    على غُصنها الميّاد
    كانت تنوح له
    وهي الطليقة، الحرّة وهو أسير القسطنطينية القديمة
    لم تنجح بفكّ قيوده
    ولكنها أوحت له بأجمل وأعذب ما قيل في الشعر الوجدانيّ..
    ومنحته الخلود..
    الشاعر الخالد، أبو فراس الحمداني..

    أتمنى أن نتقابل مرة أخرى في حيواتنا القادمة..
    في زمان غير هذا الزمان
    ومكان غير هذا المكان..
    بقمصان جديدة سنلتقي..
    لكننا سنعرف واحدنا الآخر..
    أنا متأكدة من ذلك..

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *