نوافذُ الحُزن لا يفتحُها غير العُظماء

نوافذُ​​ الحُزن لا يفتحُها
غير العُظماء

شهربان معدّي

 

C:\Users\ibrah\OneDrive\Desktop\نوافذ الحزن.jpg

 

نثرية متواضعة لأستاذي

​​ إبراهيم يوسف

الحروف مكتظّة
والوقتُ​​ شحيحْ
نوافذ الفرح تغلقُها الرِّيحْ
ونوافذُ​​ الحُزن لا يفتحُها
غير العُظماء
العقيرة هي نخلة الروحْ
وأنا اليتيمة على أرصفةِ​​ الفرحِ​​ المَنسيّ
ووجعي..؟  لا تحملُهُ​​ الجبالْ
ورغم ذلك؟

​​ سأكتب لك يا أستاذي الأريب

يا زوّادة الفقيرْ
ودليل التائِهْ
يا عصا المؤدِب المقطوعة من غاباتِ​​ الطبيعة البكرْ
المجدولة من شلوح الزنبق..  وجدائلِ​​ العذارى

تُعلّمُ​​ باندفاع.. تكتبُ​​ بصدق.. وتنتقدُ​​ بعفّة وتجرّدْ​​  
تملأ مناقيرَ​​ العصافيرِ​​ الهابطة إليكْ​​  
بالقنبز والحَبّ، فتحطُّ​​ على كفِّك لتشعرَ​​ بالأمانِ​​ والسلام​​  
وتتمتعُ​​ بإغفاءةٍ​​ زرقاءْ
بلونِ​​ البحرِ​​ والسماءْ

يا سيّدي
كم  تراءتْ​​ لي مناديلُك المعطرة

​​ بماءِ​​ الوردِ​​ والنسرينْ
تمسحُ​​ دموعي التي ليستْ​​ مجرد ملحٍ​​ وماءْ
ويدك الكريمة
تلمّلم نثرات حُزني العميقْ​​  
وترتّقُ​​ ثقوبَ​​ روحي

​​ في حيوات غابرة لم أعرف كنهها بعدْ
وحيواتٍ​​ مقبلة لا أعرفُ​​ ما تخبئ لي

وإذا كنتم أبناء جيلٍ​​ يعتزُّ​​ ويفاخرُ​​ بمُعاصرة

​​ الأديب المبدع​​  
والناقد الكبير، مارون عبود؟​​  
فأنا ابنة جيلٍ​​ يعتزّ بصداقة (الأستاذ​​ إبراهيم يوسف)​​  
نهلتُ​​ العسل البريّ الصرِف من جرارِ​​ فكره النيّرْ​​  
وغرفتُ​​ من خيراتِها الوفيرة
بالمحبة والخير والنزاهة والإنسانية الحَقَّة
أنا ابنة الجليل.. اليتيمة.. التي لم تنصفها الدٌنيا
 
من طيّات الغيم هبطتَ​​ في حياتي​​  
ملاكًا يهدهدني
ويحرسني​​  

أريدُ​​ أن أكتبَ​​ لك كلّ شيء​​  
ولكنني أضنُّ​​ عليك بالوجعِ​​ على يديّ​​  
ربما في نصّ جديد وقريب
سيغلق نوافذ حُزني ويجبرُ​​ أجنحتي المكسورة
التي تهّتزُّ​​ أمامَ​​ الريحْ​​  
فانتظرني..

 

للمشاركة

shahrbanmoadi

Read Previous

هل تفقد اللغة العربية مكانتها في إسرائيل؟

Read Next

! Ne sois pas triste

3 Comments

  • “وْحَطِّيْتْ إيْدِي على خَدِّي وْعَدِّيْتْ بالثانية غْيابكْ ”
    ولا زلتُ؛ أجتهدُ في حسابِ الثَّواني وطولِ الاْنتظارْ

    ترفقي قليلا بي ودعيني آخذ نفسا عميقا
    فقلبي موهنٌ لا يتحمَّلُ صبرَ الاْنتظار وطلاوةَ ما أقرأ

    لكنني واثقٌ في كلِّ الأحوال من سلامة طَوِيَّتِك
    وحسنِ ظنّك بي واحترامٍ لا يُقَدّر
    لمن كان قدوة ومرجعا أدبيا بمنزلة مارون عبود
    حينما حَشَرْتِني به.. وأنتِ تذكرين اسمي إلى جانبه!

    وما أكرمتني به؟ إن هو إلاّ فعل مودة صادقة ونفس كريمة
    وأنا واقف أمامك أعجزُ من أردَّ لك بعض معروفك
    لطافتك تذيبني خجلا يا عزيزتي.. وهذا الألق
    عباءة شديدة الأناقة لكنها واسعة تفيض عن جسمي وهزالي

    طوبى لك هذه القناعة بالبدايات والنهايات وما بينهما… وهذا البهاء
    وأنت تكابدين وتلملمين نثار حيواتك من ضمير الزمن الفائت أو الآتي

  • الأحبة عطايا سخيّة يمنحها الرب لنا
    لنعيش برفقتهم بهجة الدنيا.. وأحيانا مرارتها!
    يرفدوننا بخبراتهم وخلاصة تجاربهم
    ونبسط قلوبنا على كفوفهم بثقة خالية من الخوف
    هم الملجأ حينما تضيق بنا الدنيا
    يريحنا أن نذرف الدموع بين أيديهم
    كي نستمد منهم القوة ومواصلة الحياة

    مثل هؤلاء يستحقون منا أعلى درجات الوفاء
    أن نصغي لهم ونبادرهم بالحب وتجاوز الهفوات أو الأخطاء
    فأيام العمر قصيرة للغاية
    إن استحقت عتبا..؟ فإنها لا تستحق العداوة والخصام

    شهربان العزيزة.. والأستاذ إبراهيم معلمي فليسامحني
    على المفردة التي تسبب له الإحراج
    أحبكما يدا بيد وقلبا على قلب وخطابا يرد على خطاب.

  • “لكنني واثقٌ في كلِّ الأحوال من سلامة طَوِيَّتِك
    وحسنِ ظنّك بي واحترامٍ لا يُقَدّر… إلخ”

    نعم يا أستاذي..
    هذا الاحترام.. والتقدير الكبير
    المُكلّل بالنوايا السليمة، والكلمات الصادقة.
    هما اللذان دفعاني لأكتب لك هذه النثرية المتواضعة
    المُذيّلة بالنور.. المضمْخة بالطهر والريحان..
    في حق أديب كبير قرأت له الكثير.. وتعلّمت منه الكثير
    واكبت نصوصه الموضوعيّة، ذات الطابع الفكريّ العميق
    والديباجة الّساحرة، الرشيقة.. والشفافية في طرح المُعضلات الشائكة
    ومُحاولة مُعالجتها بعقلانية وتروٍ.. وحكمة ونزاهة..

    ولأنني أؤمن أنّنا جزءٌ لا يتجزأ من هذه المنظومة العالميّة الكبرى المتجددة، التي هي بحاجة ماسّة للكثير من الحيوية والمرونة والحوار البنّاء، والنوايا االصادقة، والانفتاح نحو الآخر، لكي نبني أجيالاً قادمة، واثقة من نفسها، مُعْتزّة بإنسانيتها، وإنجازاتها.. فخورة برؤاها وأهدافها.

    ما قالوه بحق الأستاذ إبراهيم:

    رسول الفكر الخلّاق والإبداع الكاريزميّ، حكيم مجهول من أرض بلاد الأرز، يترك البصمات، وينثر الومضات العقلانيّة، محفّزا المبدعين والمبدعات، ساعيا لإضاءة شمعات نور تبدّد ظلام التّعصّب والانغلاق، داعيا مَنْ حوله للخروج من ظلام الأنفاق.
    مهنّد النّابلسي – فلسطين

    الأستاذ إبراهيم يوسف يملك قلما أشبه بعصا سحريّة، تسقط نقط حبره قبل الحرف، لينقلنا إلى ساحات من الجمال، والعلم، والأدب، والفلسفة، والمنطق، وفي محاولاتنا لإدراك المعاني، نجدها تنقلنا لنقطة أكبر وأعمق، حتّى تشعرك بأنّك بتّ تغوص في أعماق البحار، أو تحلّق في السّماء، ومن بينهما ترى لوحات الجمال الّتي لا تستطيع وصفها الأقلام، ولا تفيها الكلمات.
    زينب عودة – فلسطين

    عذبٌ كلامك، يا صديقي، وساحرٌ كمياه جدولٍ رقراقٍ ينحدر من أحدِ سفوحِ جَبَلِ صنّين لينسكبَ، في يوم قائظٍ، بين يديّ بدويٍّ تائهٍ، قد أصابه العطش الشديد في بيداء “لم يعرف بها ساكنٌ رسما”.
    الأديب د.: أحمد شبيب دياب.

    من أقوال الأستاذ ابراهيم يوسف:
    حتمية التاريخ أن نمضي دائما للأمام على الطريق السليم*.
    *الإيثار أصل الفضائل كلها.
    .*ولمّا كان الحبّ غاية الخلق والأمل؟ سأُحِبُّ بعقلي ووجداني

    إبان الحرب الأهلية تمسَّكتُ وآثرت البقاء بين أهلي، لأموت في أرضي ويرثها أولادي من بعدي، فلم أغادرْ إلى أمكنةٍ أكثر أماناً كانت متاحةً في بلدانٍ عديدة. الأرض ليست للمساومة ولا ينبغي أن تسكنها الذئاب ولا الأفاعي.

    أن نؤمن ونعمل؟ إنِّه المَثلُ الأعلى. أن نؤمن ولا نعمل؟ هزيمةٌ وعجزٌ وتقصير. أن نعمل ولا نؤمن؟ هو العمى يصيبُ القلوبَ قبلَ العيون. أن لا نؤمن ولا نعمل؟ ذلك هو الضياعُ بعينِه.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *