أحلام اليقظة وحقيقة الحب

أحلام اليقظة وحقيقة الحب

ماهر باكير دلاش – الأردن

 

انشراحٌ عجيبْ.. وإلفةٌ

 مباغِتة تجتاحني

  وتحتاجُ إلى تفسيرْ؟

شعورٌ مبهمْ

لم يكن يخطرُ في البالْ

يحملنا بوداعةٍ​​ 

إلى طيفٍ لطيفْ

وقضاءٍ مبرمْ​​ 

ليس بسعيٍ منّا

 بل بوحيٍ من العليِّ القديرْ

 

في دجى الليلْ

حيث السكونُ المطلقْ

 وعناقُ القمرِ للنجومْ

والدّنيا ركودْ

 وسكوتٌ أخرسْ

يأخذُه طيفُها الى حلمٍ جميلْ

يبقيهِ ساهراً​​ 

ذلك الليل الطويلْ​​ 

صبّاً مترنِّماً حيناً

متنهِّدا في كلِّ حينْ

حلمُ اليقظة جميلٌ مرةً،

ومراتٍ حزينْ!!

 

حقيقةُ الحبّ وحلمُ اليقظة

 في بالِه من أطرافِ الزّمنِ البعيدْ​​ 

 لطالما

حاولَ العيشَ بعقلِه لا بقلبِهْ

لطالما حاولَ إيجادَ توازنٍ

بين خفقةِ القلبِ وتِيْهِ الفكرْ​​ 

ثم ينأى الحبُّ عن غايتِه​​ 

بعقلٍ لا يخلو من الشرودْ

 

المُحبُّ ضعيفٌ هي الحقيقة

ضعيفٌ أكثر

 مما يخطرُ  للمحبِّين

كلمةٌ أو نظرةٌ عابرة

قليلٌ من الاهتمامْ

 يحمِلُه على التحليقِ عالياً​​ 

بجناحيّ صقرٍ​​ 

وقلبِ عصفورٍ يتيمْ

يحلِّقُ صوبَ الشغفْ

لينظمَ عقداً​​ 

لمحبوبتِه من الياسمينْ

أو.. من بريقِ النّجومْ​​ 

 

لا هروبٌ من​​ التباينْ

بين ما نشعرْ به أو ما نعيشْ

التباين هو روحُ الحياة

وكل محاولةٍ لاكتمالِ الصّورة

ورأبِ الصدعِ

  ليس بالأمرِ المستحيلْ

 

أسوارٌ نتخيّلُها ونبنيها وأملٌ

يشرقُ بفرحِ الكونْ​​ 

في الظلامِ وأحلامِ الليلِ البهيمْ

 يغدو لزوما علينا أن نجتازَها

أو نهدمَها

  عندما نصحو من النّومْ العميقْ

 

صراعٌ بين شبابٍ مليءٍ

بالعنفوان يسكنُ الصدرَ

وآخر يقطنُ الرأسَ موهَناً كالعجوزْ

كلاهما لا يقبلُ أفعالَ الآخرْ

ثم يستمرُّ الصراعُ

بين ومضةِ الفكرِ ودهشةِ العيونْ

 

بين عقلٍ يمتدُّ إلى اللانهاياتْ

كخطينِ متوازيينِ لا يتقاطعانْ

كلٌّ منهما في عرفِ الرياضياتْ

خطٌ يبدأ من نقطة واحدة

ثم يغيبُ في المدى الفسيحْ

 

يحملُ أسرارَ اللانهاية

عن بلوغِ المرامي​​ 

أو سقوطٍ .. في القصورْ

لتبقى كلُّ الغايةِ مِنَ الدُّنيا

 في الحبِّ الكبيرْ

 

maherdallash@gmail.com

 

للمشاركة

ماهر باكير دلاش

Read Previous

شباك الحرية بإيقاع الصوت والحرب ومكتبة المنارة

Read Next

أستمع نشوة القمر

19 Comments

  • حرف أنيق وتصوير دقيق وتعبير جزيل …. بورك
    القلم.. وروح في ثناياها تستقرئ الأرواح
    تعي قدر التقارب وروعة ميل الأرواح.. للأرواح
    فتأتي المشاعر متألقة جياشة
    وهي تلتقي بمن جذبتهم وطافوا جولها
    أبهى من الشعر ومن ضوء الصباح ولون الفراش

    • سَلَاَمٌ عَلَى مَنِ اِنْتَقَى كَلِمَاته وَ زَانَ حُروفه، وَ اِزْدَانَ بِشمُوُخِهِ بِتَوَاضُعٍ ، وَاِسْتَعْدَى كَلِمَةً جَارِحَةً تَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ وَ رَوْحِهِ..سلام الله عليك استاذة هيام

  • تَمَهَّلْ… بل تَأنَّ يا صاحبي… ولا
    تستعجلِ الرد على الأستاذة هيام

  • .. مَنْ قالَ إنّي ما ابْتَسَمْتُ لَهُ؟!”
    دَنَا.. فَعَانَقَنِي شَوْقٌ إلى الهَرَبِ

    نَسِيْتُ مِن يدِهِ أن أسْتَرِدَّ يَدِي
    طالَ السَّلامُ وطالَتْ رفَّة الهُدُبِ”

    لطالما راودني الرجاءُ بلقائك يا هيام ؟
    اليوم َ والله اكتملت سعادتي وحَظِّي
    وأنت تطرقين باب الروافد
    من جدبد.. وتطرقين باب قلبي
    وأنا أنتظر مليكتي بلهفة وراء بابي

    كل ما في الدنيا
    يغني يا هيام ويوحي بالمحبة والأمان
    الطقس صاح والسماء مشرقة
    تحمل إلى أعمق الأعماق
    المودة وخير الدنيا الوديعة.. والسلام

    جوٌ لطيف كأننا نعيش في عز الصيف
    أو كأننا في بحبوحة من الرخاء والاطمئنان

    وكلامي أحَمِّله على جناح كناري
    رسولي إليك.. يحط على راحتيك
    ينقر الحبَّ بأمان وسلام هذا الصباح

    • يَا سَائِلِي عَنْ شَذَا نَسِيمٍ
      شَذَا النَّسِيمِ إذْ هَبَّ النَّسَمُ
      كَأَنَّكم قِطْع مِنْ زَبَرْجَدٍ، كَأَنَّكم
      قطع يَاقُوت بالجمال مُفْعَمُ
      مودتي استاذ إبراهيم وأستاذة هيام

  • الكاتب يكتب بعينين..عينه وعين القارئ
    والكتابة ببساطة ووضوح، تصل بسلاسة إلى فكر وقلب القارئ وتضفي على النص رونقا وجمالا.

    وخاتمة القصيدة حملتني إلى قول جلال الدين الرومي: “لا تكن بلا حُبّ، كي لا تشعر بأنّك ميت، مت في الحب وابق حيًا للأبد. “

  • “عِشْتُ ظِلِّيْ”
    تَمْرُّ عَلَى الْإِنْسَانِ لَحَظَات بَجِدُ نَفْسَهُ محتاجا أَنْ يَكْتُبَ.. أنْ يُفَرغَ طَاقَاتٍ هَائِلَةً دَاخِلَه على وَرَقَةٍ بَيْضَاء لِيُحَوِّلهَا إلَى سَوْدَاء مُخَطَّطَة.
    يَحْتَاجُ أَنْ يُجِيبَ عَلَى أَسْئِلَةٍ تَصْخَبُ دَاخِلَه عَلَى مَدَى حَيَاته، وَقَدْ تَكُونُ أَسْئِلَةً تُؤَرِّقُه فِي لَحَظَاتٍ مُعَيَّنَةٍ مِنْ يَوْمِهِ.
    يَشْعِرُ أَنَّهُ يَحْتَاجُ أَنْ يَكْتُبَ ليقترب مِنْ رُوحِهِ.. ليقترب مِنْ رَوْحِ الْعَالِم.
    الْحَيَاةُ، قَدْ تَكُونُ بِخَيْلِة جدًّا، قَد تَجْعَلنَا نَمْضِي أَيَّامَاً وَرُبَّمَا سِنِينَاً فَارِغَيْنَ أَوْ مُفَرَّغِينَ مِن ذَوَاتِنَا.. لَا نَشْعُرُ بِشَيْء، كَجَبَلٍ جَلِيدِيٍ مُتَجَمِّدٍ يَتَكَتَّلُ عَلَى نَفْسِهِ لِيُصْبِحَ قِطْعَةً وَاحِدَةً صَلْبَة.. يَبَاسٌ وَجُمُودٌ.. مُنْغَلِقٌ عَلَى نَفْسِهِ وَكَأَنَّهُ فَقَدَ رُوحَهُ فَأَصْبَحَ جَسَدَاً لَه خُوَارٌ لَا حَيَاةَ فِيهِ.
    وَبِالْمُقَابِلْ، فِي لَحَظَاتٍ أُخْرَى يَشْعُرُ بِالْحَاجَةِ لِفَتْح يَدَيْه لِلدُّنْيَا، يَحْتَاجُ إلَى إذَابَة قَلِيل مِنْ ذَلِكَ الْجَبَلِ الجليدي الْمُتَرَاكِمِ عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ، وَمَا أنْ يَنْهَارُ ذَلِكَ الْجَبَلُ الْجَلِيدِيُّ حَتَّى تَتَجَلَّى لَهُ طَرقَاً وَآفَاقَاً وَاسِعَةً فَتُعِيدَهُ إلَى فَرَاغِهِ ليشْعر أَنَّهُ يَمْتَلِكُ مَالَا طَاقَةَ لَهُ عَلَى امْتِلاكِه!!
    تَضِيِقُ أمَامَهُ الدُّرُوِبِ، وَالْكَلِمَاتُ تَتَحَشْرَجُ فِي حُنْجَرَتِهِ، والْخوَاء يَبْتَلِعُ كُل شَيْءٍ.. فَتَتَسَاوَى كُلُّ الْأَشْيَاءِ أمَامَهُ، وَتُصْبِحُ بِاللَّوْنِ ذَاتِه.
    مُنْتَهَى الْوِحْدَة، أَنْ نَتَذَكَّرَ شَخْصَاً وَاحِدَاً، وَاحِدَاً فَقَطْ.. يَمُرُّ طَيْفُهُ لِيَعْتَصِرَ أَذْهَانَنَا، لِنَلْجَأَ إلَيْه.. نَبْكِي عَلَى كَتِفِهِ دُونَ أَنْ يَسْأَلَنَا لِمَاذَا؟!
    “ألَيْسَ مِنَ الْجَمَالِ أَنْ نَكُونَ أحْيَاء.. فَقَط أَحْيَاء”
    سُؤَالٌ اِسْتِنْكارِيٌ مثير يَحْمِلُ بَيْنَ ثَنَايَاهُ كَثِيراً مِنَ الدَّهْشَةِ وَالْتَسَاؤُلَات!!
    لَحَظَاتٌ يَتَوَقَّفُ فِيهَا الدَّمُ عَنِ التَّمَدُّدِ.. يَتَقَلَّصُ الْمَرْء دَاخِلَ جَسَدِهِ، وَيَشْعُر أَنَّ الزَّمَنَ بَاتَ مُنْتَهِيِاً.. عِنْدَهَا تَتَجَلَّى لَهُ الصُّورَةُ، وَيَسْتَيْقِظُ عَلَى حُلُمٍ لِيَعْلَمَ أَنَّهُ كَانَ يَعِيشُ ظِلَّهُ!!
    ماهر باكير

  • أنت تتعامل مع قراء وكتاب يحسنون القراءة والكتابة يا صاحبي، وتحريك الكلمة ليس إلاّ لكي لا يلتبس المعنى وحسب؛ فعلام ترهق نفسك بتحريك كل الحروف..؟! الأمر الذي يوقعك في مزيد من الأخطاء وأنت بغنى عنها، وتستدعي بالتالي تعبا ووقتا من الموقع لتصحيحها. أما التعليقات المستفيضة؟ فالأفضل أن تتحول وتنشر كنصوص مستقلة. لا مبرر لهذا التعب يا صاحبي مودتي.. كن دوما بخير.

  • إن هي إلاّ محاولة للعناية بالنص.. أشكرك على الاهتمام والنقد البناء.

  • الأستاذ ماهر
    شعر جميل..عذب…ورقيق
    كالحلم والحب

  • في الشعر أجد نفسي حرا، أليس الشعر أبلغ الكلام تعبيرا، وأصدق المشاعر نظما، وأوسع أفقا من جمل باردة؟

  • “الحب في الأرض بعض من تخيلنا..

    لو لم نجده عليها لاخترعناه..”

    كان نزار قباني شاعرا مبدعاً

    ومكانته عالية للإفتاء بمذاهب الحب

    من يظن ان الحب مصطلح يتوقف على المشاعر

    بين المرأة والرجل فهو واهم

    ومن يظن انه يختصر الاحاسيس بمن حوله

    من افراد أسرته دون سواهم

    فهو بخيل في عواطفه ولا يفقه في الحب معناه

    حبك للطبيعة بما ومن فيها

    للكائنات الحية تشاركك العيش وخيرات الارض

    للطبيعة وما فيها من تراب وصخر وصلصال

    للأرياف والينابيع وحقول الزعتر وشقائق النعمان

    للعلوم.. والاداب والفنون والأنغام

    للمال والثروات والنفوذ والذهب والجاه

    كل ما في الحب من غايات لا يغنيك عن المرأة

    ولا يغني المرأة عن الرجل

    لتتواصل ويستمر الجنس البشري ودورة الحياة

    الحب كما الولادة والموت لغز الحياة الأعظم

    لعل سره لن ينكشف

    قبل أن تقوم القيامة.. وتنجلي حقائق الأشياء .

    • لا المتناقضات ولا حتى المتشابهات تجعل من المرء حائرا، فكلاهما يرفع من مستوى الأدرينالين.. عندها قد يصبح المرء سعيدا أو حزينا أو حتى خائفا مما قد يأتي!!
      كل منا – أحياناً – يضيق بأسباب الفكر في متناقضات حياته وحتى في متشابهاتها، وكل منا يحضن في داخله عقلين؛ أحدهما يقر بتلك المتناقضات والآخر ينقل المرء إلى عالم آخر.. عالم الناس جميعا وعالم امرأة واحدة..عالم السموات والأرض.. وفيه عالم قلبه. وفي أحد العقلين تتبدد كل المشاكل ، وفي العقل الآخر تتعقد كل الأمور البسيطة.. أحدهما عقل قوي والآخر ضعيف ضعيف!!
      *إن ارتفاع أدرينالين السعادة عند بعض البشر، يجعلهم يعتبرونها – أي السعادة – أمرا مسلما به، ولا يقاضون الحياة إلا في ساعات الألم!!*.. وعندها يصعب أمر السعادة، كما يصعب إفلاتها ويخاف المرء إتلافها!!
      يبدأ الادرينالين بالتدفق رويدا رويدا من تلك المضخة الصغيرة في الجانب الأيسر للإنسان.. تلك المضخة هي أغرب أجزاء الجسد وارقها في آن.. تلك المساحة الصغيرة التي يبدأ منها الحب، وتنبعث منها تلك الرائحة العبقة، وتتشكل فيها أهم مواثيق الحياة.. تنمو فيها لغة كل حروفها مزدانة من الطبيعة وكلماتها من الحس المرهف.. ذلك القلب الذي بحجم راحة اليد واللون الأحمر القاني يجعله الحب بلوريا شفافا!!
      الايمان في الحقيقة هو أجمل للحب.. وأجمل بديل ايضا للتفاؤل والانقياد.. أليس الايمان هو ما يأتي بالحب والتفاؤل وليس العكس… ومشكلته كانت بالضبط حب على جنون على شيء لا افهمه.
      ويبقى الحب في معناه الاشمل كما الولادة والموت لغز الحياة الأعظم

  • سَقَوْهُ كَأْسَ فُرْقَتِهِمْ دِهَاقَا
    وَأسْكَرَهُ الْوَدَاعُ فَمَا أَفَاقَا
    لَمْ تَكُ الكَأْس كَأْسَ بَيْنٍ
    بَلْ كَانَتْ حَمِيمَاً وَغَسَّاقَا
    مَاهِر بَاكِير

  • أبدعت أستاذي كعادتك.. تحياتي وتقديري لك ولقلمك النابض ببصمته الخاصة.

  • بارك الله فيك أستاذتي …جدا سعيد بانضمامك لهذه الكوكبة الرائعة من الأدباء

    • سعادتي أكبر من أن تصفها كلمات.. لي كل الفخر بوجودي وسط مميزين في الفكر والمعنى والتأثير ❤️

  • وسعادتنا كبيرة بوجودك معنا ..دام المداد اخت نورا

  • شهر نرجوه مختلفا نحو الأفضل
    بكل تفاصيله… وروحانية أيامه
    وهدوء لياليه
    وفقنا يا رب، لصالح الأعمال فيه
    رمضان كريم …بارك الله فيكم

Leave a Reply to ماهر باكير Cancel reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *