أستمع نشوة القمر

أسْتَمِعُ نَشْوَةَ القَمَرْ!

ـ هايكـو التـنشـيي ـ يوكا*

إشبيليا الجبوري

ترجمتْها عن اليابانية

أكد الجبوري

 

 

أسْتمعُ نَشْوةَ القمرْ

تبقى كلُّ النُّجومِ الجميلةِ في السّماءْ.

أحَدِّقُ نُضْجَ الكلمة ثِماراً

في مَجْرى النَّهر.!

****

أسْتَمِعُ إلى أصواتِ الموسيقى،

رَحَلَتْ موجاتُ النّهرِ الذي أعرفُه،

الزّورقُ يترنّحْ،

الأشياءُ الجميلةُ، تنمو بألمْ.!

****

أزهارٌ في لهيبِ الرؤية،

تسكنُ أشجارَ الغابة

تنحني أغصانُها مثقلةً

بالنَّشوة.!

****

أستمتعُ بأصواتِ النّهرْ،

تخرجُ منها الموسيقى

الغناءُ الذي يُهْفِتُ جمالَ عينيّ

تَحَرَّجَ مِنَ اليقظة.!

****

أحلِّقُ أحلاماً غريبة

تحرقُ كلَّ وجه مسحورْ، القمرْ

مع صدى الخريرْ، يحرّكُ مكانَ

سَكِيْنَتي.!

****

أستمعُ نشوةَ القمرْ

أتخطّى كلَّ ما كنتُ عليه.

أتيتُ مع الفجرِ إلى هذا الحَرَجْ

من الجمالْ.!

***

ترانيمُ وَسَطِ الغاباتْ، اقتحموا بها أغنيةً بعيدة

اللحظاتُ المُنعشة خاطفة،

كانت سريعةَ الأجنحة،

القمرُ يسابقني على طولها.!

****

أفيضُ بالسَّكِيْنِةِ بين يديهْ

سكينةُ القمرِ في عينيهْ

سكينة النّشوةِ على جبينهْ

الطمأنينة يدفعُها المجدافُ إلى ضفّةِ طينٍ حرّ.!

****

أزهارٌ نديّة لحظةَ الفجرْ،

السّاعةُ الأبديّة

ترافقُ الأغصانَ معي الآن،

هدهدةٌ في النّهرْ

****

الموسيقى ترفعُ النّشوة،

لا تكسرُ موجةَ النَّهرْ،

قلبي يستمعْ

مثلَ البحرْ.!

****

اليومَ ـ،

القمرُ يدشّنُ المقهى البحريّ

المراكبُ الصّامتة بعدَ العاصفة عَبَرَتْ

تنامُ في داخلي.!.!

****

ندى الليل يزحفُ بالقمرِ كلِّهِ

إلى كلِّ أوراقِ العالم،

كلُّ أغصانِ الصفصافْ

أخاديدْ ينامُ النّهرْ.!

****

تساقَطَ المطرُ في الغابة، يتشرَّدُ بين الأوراقْ

يظهرُ بهدوءٍ وكأنه الخُطى الوئيدة

في الحلمِ ولا يسعى،

هذا كلُّ ما فاتَه الحزنُ الآن.!

****

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المكان والتاريخ طوكيو*

14-1​​ ـ202

ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية

ـ العينة المستهدفة: قارئ العربية

(المترجمة)

ــــــــــــ

*​​ التنشيي أو اليوكا، تكتب بأربعة أشطر، وبوزن​​ (7-7-5)​​ ، فالتنشيي إشارة إلى قصائد الهايكو، غير أن لها ما يشتمل على؛ الهايكو التقليدي، والمعاصر والتجريبي، وللهايكو أجناس، متميزة بهويتها، لها من الخصائص ما يعينها بوظيفة معينة ومحددة، تؤطر أغراض الخطاب به. وهذا النوع، عند الإشارة إليه "يتراوح طول أسطره الأربع من الهايكو. علما أن للهايكو المعني يتراوح طولها بين سطر وستة أسطر، له أنواع، مثل:

 

السينيو، وهايكو التانكا..، وتاغوغيوشي، والسيدوكا، والدودوسيتو، و"اليوكا أو اليوركا"، والمونوسيتاشي، ويو روكو، وأي أختلاف بأسلوب الكتابة لأي نوع يطمس معناه بالبيان واللمع بالمعنى. أي يبعد عن معنى للخطاب المراد به، الموجه بخطوطه المعرفية بتعريفه.

 

والآن، أعلاه هو (الهايكو ـ التنشيي، "الهايكو الرباعي")، وواضح لوزنه وخطابه المتميز في قصائد الهايكو، ولكل نوع، هويته الخاصة وسعيه بفرض كتابته الهايكو. مما دفعني بالأختيار والتوضيح، أهميته العابرة في أنفتاح المعنى، ولفظته المركبة الدلالة وندرة الكتابة به عربيا، بل شحيح تداوله في النشر.   (المترجمة)

 

 

للمشاركة

إشبيليا الجبوري

Read Previous

أحلام اليقظة وحقيقة الحب

Read Next

ليون الافريقي

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *