اِرْفَعْ بِرَأسِكَ أَيُّها السَّاجدْ

 

 

 

اِرْفَعْ بِرَأسِكَ أَيُّها السَّاجدْ

أحمد شبيب الحاج دياب

C:\Users\ibrah\OneDrive\Desktop\thumbnail_نسر الجبل.jpg

اِرْفَعْ بِرَأسِكَ أَيُّها السَّاجدْ

وما السُجودُ إلَّا لِرَبِّنا الواحد

 

كَبَّلوكَ مُنذُ أنْ كُنْتَ صَغيرا

خَوَّفوكَ بِوُحُوشٍ

أَو بغِيلانٍ كَبيرة

زَرَعوا قَلبَكَ رَهْبَةْ

كَبَتوا في الصَدرِ رَغْبةْ

 

أَخَذوا العَهْدَ عَليكَ بأنْ تَرْضَى وتَقنعْ

قابلاً كُلَّ الأوامرْ

حافِظاً كُلَّ الشعائرْ

ساكِتاً ما دُمتَ تَسمَعْ

آمناً ما دُمتَ تَخْضعْ

 

واعَدوكَ شَتّى أصناف الوُعودْ

بحِسانٍ وجِنانٍ وخُلودْ

إنْ أنتَ أخلصتَ العهودْ!

وإنْ أخْلَفـتَ لاقَيتَ العِقابْ

يَومَ قَهرٍ فيهِ ألوانُ العذابْ

 

قَيَّدوكَ بِفُولاذٍ وحَديدْ

ثُمَّ قالوا لَكَ افْعَلْ ما تُريدْ

وهُنا التَعقيدُ في الأمر ِشَديدْ

ما بينَ تخْيِرٍ وجَبرٍ ووَعيدْ

فالتزامُ القَيدِ شَرْطٌ للخلاصْ

وبِكَسرِ القيدِ تَرقَى للبَعيدْ

 

ارفعْ بِرأسكَ وانهضْ أَيُّها السَّاجدْ

انهضْ فأنتَ القادِمُ الواعدْ

زَلزِل الكونَ َبصوتكَ الراعدْ

حَكِّمْ بعقلك لاتُبالِ

نَوِّرْ دروبَكّ لاتبالٍ

فهذا العقلُ نِبراسُ الليالي

اِرْفَعْ بِرَأسِكَ وانْهَضْ أَيُّها السَّاجدْ

 

 

 

للمشاركة

أحمد شبيب دياب

أستاذ في الجامعة اللبنانية - متقاعد

Read Previous

دقيقة فحسب

Read Next

كُلْ مَا تَشْتَهِي نَفْسُك

4 Comments

  • ابتدأت قصة السجود مع الله يأمر إبليساً بالخضوع والسجود لآدم، فيتمرد الشيطان على خالقه ولا يفعل، لأن آدم من الطين وإبليس من النار. والسجود الآخر تولاه أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رآهم يوسف له ساجدين. والمساجد في أربع رياح الأرض أنفقت في بنائها ثروات لا تحصى. وهناك من يقدس الطبيعة ويراها مسجدا لا حدود له كما يؤمن البوذيون في اليابان.

    سألوا الإمام محمد عبده رأيه في إيفاد مؤمنين يبشرون بالإسلام في اليابان. ورد عليهم كرمى لله.. دعوا اليابان في حالها لأنها لا تحتاج إلى إصلاح. ونبي الله داوود كان يتمشى على سطح منزله، عندما رأى امرأة أوريا الحثي عارية تغتسل، فانحدرت نبوته وسجدت عند قدميها.

    ومظفر الحاضر الغائب وما من أحد يدري أين يكون؟ يرى العري بمنظار آخر فيه تمجيد للخالق وهو يقول: “هل تاب الرب من صنع امرأة عارية فأتوب.. تلك ذنوب”. فعلام يا صاحبي استكثرت على الغلابى “المْعَتّرين” المهزومين أن يطأطئوا رؤوسهم على أعتاب “سادتهم” من الحكام الآدميين. وفي لسان العرب: سجدَت، وأَسجدَتْ، إِذا خفضت رأْسها استعدادا للمواطأة.

    ومن غلاة المنتصرين للرجل على المرأة من يقول: لو كان ينبغي السجود لغير الله؟ لأمرتُ المرأة أن تسجد للرجل. السجود يا صديقي أمر لا يستقر على بر ، فاختر منه ما يناسبك والسلام.

    • في بدايته.. كان السجود خضوعاً للملوك والأقوياء وتمجيداً لهم ولقوّتهمّ.
      وهذا ما تشير إليه الوثائق والصور والآثار القديمة لحضارة ما بين النهرين.
      لذلك فالسجود فيه دلالة على العبودية بالمعنى القبيح للكلمة.

      وحينما عُرِفَتِ الأديان السماوية ؟ التي تمجد البعل بصورة الربّ؟
      تراءى الربُّ للناس على صورة ملك جبّار تخضع له الكائنات.
      كما يخضع الناس لرعمسيس أو لنبوخذ نصّر.
      وهكذا فالسجود رمز مذلة للنفس الانسانية، والظلم التاريخي الهائل الذي يحيق بنا في الشرق.

      فما السجود في الحقيقة، إلاّ تدجين يومي وتدريب على الخضوع للملك الحاكم المستبدّ الغاشم.
      ومن هنا أتى التحالف التاريخي بين الكهنة والمنافقين من رجال الدين، ومنظومات الحكم الفاسد الظالم.

      أمّا الاجتهاد في تدبيج بعض الكلمات من نوع السجود لجمال المرأة أو سواه..؟ فليس إلّا تنميق أدبي وكلام لا طائل منه.
      من هنا كانت: ارفع برأسك أيها الساجد.
      حتّى الربّ لا يريدك أن تسجد له.. بل هم الكهنة من ابتدع السجود.

  • القصيدة؟ عالم الشاعر وحياته، و الدكتور أحمد شاعر وإنسان.. قصائده تعيش في عالم اليقظة والضمير، يستلهمها بوحي من مثاليته، أحلى وأنقى ما تكون عليه في الحقيقة والواقع.

  • يسعد صباحك وأنت نجمة الصبح المشعّة نوراً وبهجة
    شكراً لمرورك العطر وكلماتك الطيّبة، التي تحمل كلّ التسامح والحب وشتّى مظاهر الرونق والجمال.
    سلام عليك أيتها الغالية.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *