رِحْلَتِي إلَى قَعْرِ الجَحِيمْ

رِحْلَتِي إلَى قَعْرِ الجَحِيمْ

قصيدة بقلم​​ أحمد شبيب دياب

C:\Users\ibrah\OneDrive\Desktop\hades-peinture-1.jpg

في رِحْلَتي من وَجَعي المُقيمْ

إلى قَعْرِ الجَحيمْ

مررتُ بِوادٍ من وِديانِ​​ السَّعيرْ

 

رأيتُ​​ رجالاً​​ وأطفالاً

ورأيتُ​​ نِساءً وشيوخاً

يَلبسونَ الطينَ منْ غيرِ ثيابْ

يَحْتَسونَ الكأسَ من غيرِ شَرابْ

يُهيلونَ فوقَ الرأسِ حَفْناتَ التُرابْ

 

يَصرخونَ بلا أصواتْ

يَعيشونَ وهُمْ أمواتْ

 

رائحةُ الموتِ تجتاحُ الأنوفْ

وبدارِ الحيفِ تَصْطَفُّ الأُلوفْ

 

أبطالِي يتقاتلونَ في الميدانْ

القتلى في كلّ مكانْ

الأمُ الثَكلى تُناديني

وتَأتيني كَيْ تواسيني

 

قالوا.. هذا.. انْتِصاري!

يا لَمَوْتي وانْدِحاري

يا لَذلّي وانْدِثاري

 

قَيَّدُونَا بالبكاءْ

وترانِيم​​ الدُّعَاءْ

حتّى ملَّ المَوتُ مِنَّا

وغَرِقْنا في الدِّماءْ

 

فَمَتَى تَحْيا بلادي

ومتى تَصْحُو السماءْ

 

هَلْ وُلِدْنَا كَي نعيشْ

أَمْ خُلِقْنَا شُهَدَاءْ

 

يا رجالَ الطِّينِ يا أهلَ البكاءْ

كيف صِرنا نَرْتَجي بَحْرَ الخَواءْ

قد رَسَمْنا دَرْبَنا منْ غَيْرِ ضَوءٍ

وحسبَنا عِزّنا سَيْل الدِماءْ

أين هذا العِزُّ مِنّا يا تـُرى

وبقَعْرِ القاعِ صِرْنا سُجَناءْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للمشاركة

أحمد شبيب دياب

أستاذ في الجامعة اللبنانية - متقاعد

Read Previous

مبصرٌ أكثر من أبيه

Read Next

عجيبة بيت “أبو بشارة”

11 Comments

  • عزيزي الدكتور أحمد دياب

    رغم الحرب والدمار والجرائم والتخبط وسيل الدماء، وموت يأتينا من كل اتجاه؟ يبقى الحب والأمل وتبقى القلوب عامرة تنبض في دواخلنا. وتستمر الحياة بنا، لابتداع قصص حب جديدة لا تنتهي.

    لك مني أعلى درجات المودة.. والتقدير

  • غوووووول.. غول.. انتهت المبارة / تنين.. صفر/ لصالح إيناس.

  • عزيزي الأستاذ إبراهيم يوسف

    لا أدري أستاذي وصديقي؟
    من نَصَّبَكَ حَكَماً بيننا..!؟

  • جميلةٌ كلمتك الصافية الصادقة التي تحيي الأمل وتدعو للمحبة
    والحب دين العارفين
    كلّ المودّة والمحبّة الصافية لنجمة الصبح الصديقة الغالية إيناس ثابت

  • وصف دقيق دكتور لحال مزري اجدت فعلا.

    أرَأَيْتَ يَوْمَاً ثَعْلَبَاً يَحْضُنُ بَعْضَاً مِنَ الْجِرَاء
    أَوْ رَأَيْتَ فَهْدَاً يَمْنَحُ الظَّبْيَ بَعْضَاً مِنَ الْفِرَاء
    أنْدَارِي؟!
    أَرَأَيْتَ يَوْمَاً غُرَابَاً يزقزق بِالْغِنَاء
    أَوْ رَأَيْتَ عُصْفُورَاً يَنْعَبُ بِالْفِنَاء
    أنْدَارِي؟!
    أَرَأَيْتَ يَوْمَاً مَكْلُومَاً دَوَاؤُهُ مِنْ الدَّاءِ
    أَوْ رَأَيْتَ سَوِيًّاً يَمْشِي فِي العَرَاء
    أنْدَارِي؟!

    • الصديق الأستاذ ماهر باكير
      لك الشكر والتقدير على مرورك العطر وكلماتك المعبّرة عن تجربةٍ ومعاناة
      ولو تيسّر لي وإيّاك مجال الحريّة في القول لما كانت لنا هذه الصور المفعمة بالفجيعة عن حال ما تعانيه أوطاننا ولقلنا أكثر وأكثر
      ولكن السهام في القلب وقد تكسّرت النصال على النصال أو كما قال الشاعر تميم البرغوتي في مجاراة معلّقة عمر بن كلثوم:
      معين الدمع لن يبقى معينا ………….. فمن أيّ المصائب تدمعينا
      أحمد شبيب دياب

      • أخي الدكتور احمد:
        لم تعد لحظات حياتنا تخلو من المنغصات..في كل لحظة هناك حدث ما يحطم نفسياتنا..قد يبكينا ،وقد يتركنا في حالة من الذهول الممزوج بصدمة قد تودي بنا أو تتركنا في حالة من صمت سقيم!!
        لم تعد تخلو صفحات الجرائد ولا شاشات القنوات الفضائية من مشاهد تدمى لها العيون.. وتنسدل لها الجفون.. وتتفتت لها القلوب.. وتنهار لها العقول..
        صفحات تتلون بلون الدم القرمزي.. هنا أشلاء طفل مبعثرة.. وهناك امرأة حبلى مبطونة.. هذا شيخ كبير يبكي أطلال أسرته.. وتلك أم ابيضت عيناها حزنا ..وأب مفجوع على أطفاله..لطالما كان – من يعيش مغتربا، والاصح ان نقول مشردا– دائم البحث عن التوازن الحقيقي في كل وقت.. عن المعادلة الصعبة التي تربط الظروف الجغرافية والاقتصادية، في نسبية الرجولة الكاملة في اتخاذ قرار صارم بالتخلي عن تشرده.

        وهنا، يبقى حبيسا خلف قضبان سؤال يؤرقه..”هل الوطن ذلك المكان الذي يقبع على بعد الاف الكيلومترات منه، ام ان الوطن فكرة ذهنية نعيشها.. نحاورها.. نتسامر معها, ثم بعدها نغط في سبات عميق؟ ”

        أم أن مفهوم الوطنية أصبح كمفهوم المهلبية، مذاق شهي، وشكل جميل، وليونة في التعامل معها بل والتهامها بنهم طالما كنا في مأمن عن كل ما ينغص علينا حياتنا…!!

        ان تلك الفكرة الذهنية – الوطن – لها معنى كبير باهظ الثمن, معنى لا نراه بالعين المجردة, ولا نقيسه بالكم !!..ولكن ماذا نفعل بوطن لفظناه , وتخلينا عنه دون ان يكون لنا اي مشورة او قرار..جعلنا نسير ببطء وخوف نحو عالم مجهول..نحن لم نرتكب اي جريمة سوى انتماؤنا الى تلك الارض, باوراقنا الثبوتية القديمة.. ثم – وبلا شعور – نختفي– بملابسنا الرثة, ووجوهنا الكالحة التي اكل الدهر عليها وشرب – لننتهي في غرفة مظلمة , واكثر عتمة من تشردنا , فنكتشف اننا قتلنا حروف تلك الفكرة الذهنية ببندقية لا نمتلكها..!!

      • سَقَوْهُ كَأْسَ فُرْقَتِهِمْ دِهَاقَا
        وَأسْكَرَهُ الْوَدَاعُ فَمَا أَفَاقَا
        لَمْ تَكُ الكَأْس كَأْسَ بَيْنٍ
        بَلْ كَانَتْ حَمِيمَاً وَغَسَّاقَا
        مَاهِر بَاكِير دلاش

  • روعة الشعر وعمق المشاعر وصدقها لم تترك لي مجالاً
    بوركت صديقي الغالي لهذه الشاعرية الراقية
    لولا وضعي الصحيّ لطال الكلام معك وطاب السمر
    خالص تحياتي

  • كل التحية والمودة والتقدير للأخ الكريم ماهر باكير دلاش، بالنيابة عن الدكتور أحمد شبيب دياب، وقد عاد بالسلامة إلى لبنان منذ أسابيع قليلة، حيث خضع لعمل طبي بسيط تكلل بالنجاح والحمد لله، وغادر بعد يومين بالسلامة.

    وهو بفضل الله ومودة المحيطين والمحبين في أفضل الأحوال.. لولا قسوة المناخ خارج البيوت في الريف، وقد تحدثنا لبعض الوقت هذا الصباح، وارتحت للصبحية وما تبادلناه من الحديث، بالرغم من أوضاعنا المربكة في العموم.

  • كل الاحترام والتقدير لكم جميعا …والف الحمد لله على السلامة… شفاء تام بعون الله.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *