“مائة وش”

​​ "مائة​​ وش"

 

​​ حينما تتبدل

​​ ملامح الإنسان؟

​​ يفقد هويته!

 

نورا محمد​​ ​​ مصر

 

 

GUERRES. La stratégie du chaos permanent

 

 

يمر الإنسان خلال مسيرته في​​ الحياة بِكَمٍ من التنازلات​​ عن قناعاته.​​ لكن ثمة​​ معتقدات لو​​ استسلم أمامها​​ فقد​​ تنازل عن وجوده،​​ والخضوع لسلطان​​ الدُنيا وأهواء النفس! تنازل يحمل في باطنه كارثة بحق! خيانة الإنسان لمعتقداته التي إن فقدها​​ ربما​​ فقد​​ معها كل القيم التي آمن بها!​​ فلنقل إنه تهديد يمس​​ كيانه،​​ ويشكل​​ عليه​​ خطراً​​ محدقاً​​ به​​ لينال من فريسته​​ حتى​​ نهاية النهايات!​​ وقلما تجد من يعي​​ السقوط​​ قبل فوات الآوان..!​​ 

 

ولعلك تتساءل​​ وأمواج الفكرتتقاذفك​​ في كل اتجاه، ما الخطر العظيم الذي أتحدث​​ عنه بلهجة​​ صارمة؟ لا تتسرع في الحكم قبل أن​​ ​​ تعي​​ كلماتي جيدًا.. لعلك​​ تجد​​ معها طوقاً​​ يساعدك على النجاة.

 

في الأسابيع القليلة الماضية،​​ انحرف​​ أحد​​ "المطربين" المغنين​​ عن مساره الفني، بعد أن حقق نجاحًا كبيرًا خلال فترة​​ وجيزة نسبيا،​​ شهد​​ له​​ على هذا النجاح..​​ الكبير​​ والصغير، وفي​​ قمة​​ توهجه وثقته​​ بحنجرته الذهبية كما​​ تردد بين​​ الناس، قرر الإعتزال وأعلن​​ بجرأة رغبته على الملأ​​ دون خوف أو تردد، الأمر الذي​​ قابله​​ كثيرون​​ بالفرح والتشجيع، ملايين الدعوات تخطت​​ الحدود​​ تبارك خطوته، وأما​​ البعض الآخر​​ فقد​​ ​​ قابل​​ قراره​​ بالاستياء​​ والنفور​​ وهو يردد: خسرنا صوتا​​ جميلا، "مش هنسمعك تاني إزاااي؟!"، "يارب يرجع يغني"، وغيرها من التعليقات التي لم تغير​​ قراره ولكنها احتفظت باحترامه كما كان.

 

يبدو​​ الأمر طبيعيا حتى الآن؛ فمهما يكن الأمر؟ وعلى​​ ​​ مساحة​​ العالم​​ لن تجد​​ إجماعا على رأي،​​ في القبول أو الرفض​​ في السلب والإيجاب​​ .​​ لكن ماذا​​ إذاً​​ عن​​ ​​ ظهور​​ أصوات تستمتع​​ في​​ شتم​​ إنسان​​ مهما يكن القرار؟!. ما دام في اعتقاده أنه عائد إلى ربه​​ دون أن يؤذي​​ قراره بشرا في الأرض؟!​​ علت أصوات​​ تدافع​​ عن الفن وأهل​​ الإبداع،​​ وكان هو ضحية هذا الدفاع، لتتوالى التعليقات​​ المنددة​​ المُشينة​​ للنيل من كرامته،​​ مطالبة بعدم الاكتراث​​ لأمره وتركه وشأنه​​ يفعل ما يشاء.​​ 

 

وفي واقعة أخرى؟ ارتفعت​​ "نفس الأصوات" تتحامل على​​ إنسان​​ يستغل وقت​​ فراغه خلال العمل​​ لقراءة القرآن!​​ ​​ ليظهر علينا أحد​​ المُطلين من خلال شاشة الإعلام -​​ أخشى أن أطلق عليه لقب إعلامي لافتقاره​​ إلى​​ أدنى​​ أخلاقيات المهنة-​​ فينتقد عمل​​ الدكتور​​ الصيدلي،​​ يتنسم بركة القرآن الكريم​​ ​​ في​​ وقت​​ فراغه، موجهاً​​ له​​ سؤالا بحدة​​ شديدة: "ليه​​ مش بتبحث​​ عن​​ الوثائق​​ ومراجع الأدوية​​ من باب​​ أولى؟!"​​ .

 

من هُنا بدأ​​ التشهير​​ ودق ناقوس العصيان من قِبل أصحاب "التطبيل"الإعلامي! فكيف يجرؤ أن يستغل "مكان أكل عيشه"​​ لممارسة​​ معتقداته​​ وطقوسه الدينية؟! أين الضمير؟ أين الإخلاص في العمل؟​​ ​​ كادت تضيع​​ البلاد على​​ أيدي​​ هؤلاء المتراخين في عملهم​​ وقد​​ نالوا من​​ الاقتصاد..​​ والسبب أولئك من تراخوا في العمل​​ لقاء​​ تمسكهم​​ بدينهم!​​ لكأنه ارتكب جريمة لا تُغتفر!​​ 

 

أو​​ نال من عزيمة​​ البشرية وأبرم​​ اتفاقية​​ مع إبليس​​ لسحق​​ العمل والإنتاج!​​ لكأن​​ الشر تمثل​​ في​​ تلاوة القرآن!​​ وواقع​​ الأمر​​ ليس ما​​ يستحق كل هذه الجلبة؛​​ لكننا​​ كثيرًا ما​​ نسمع​​ عن​​ قضايا​​ مماثلة​​ في مجتمعاتنا العربية.

 

لكن​​ ..ماذا​​ ​​ لو​​ تعالت​​ نفس الأصوات​​ في اليوم التالي،​​ لتشهد وتدعم إحتفالية​​ ما​​ على أرض مقدسة؟!​​ من​​ الصخب والأضواء وألبسة​​ تزداد عُريًا،​​ مع كل​​ ومضة من آلة التصوير​​ في​​ مهرجانات تحشد آلاف الحاضرين، "سيما وغنا"، لقاءآت صحفية بلا​​ هدف أو​​ مضمون، "أي كلام" فقط لتسجيل لقطة حصرية من نجم النجوم!

 

​​ الجميع يتألق في "هيافته"! على أرض شهدت​​ رسالات سماوية​​ لمحاربة​​ الكفر​​ في معارك دموية، اليوم عادت قبائل الجهل ولكن بنسخة​​ القرن الـواحد والعشرين! نسخة "مودرن" تتلطى​​ خلف أشيك "البراندات"، لتتسلم جوائز الإبداع الفني،​​ وسط تصفيق حار​​ يتردد صداه في​​ العالم! والمؤسف أن من ضمن المُكرمين "راقصة" تتسلم جائزة تقدير عن مُجمل أعمالها!، فما هي مقاييس الحلال والحرام لديهم؟ أين مصداقيتهم؟ حينما تجدهم بالأمس ينهالون​​ تشهيرا​​ بمن يقرأ القرآن ويستنكرون فعلته، وصباح اليوم يُقيمون المحافل على أرض باركها الرحمن وطهرها من الفساد والمفسدين، أي تناقض هذا وأي كارثة أخلاقية وصلنا إليها؟!

 

تطل​​ فنانة -​​ كما وصفها البعض رُغمًا عن الشعب- لتناشد جمهورها​​ والدعاء لها في محنتها الصحية، تُقابل أزمتها بالحمد والشكر والرضا بما قضى به​​ الله، وبعد أن​​ تتعافى ويستجيب الله للدعاء​​ تبدأ سلسلة من التناقضات!​​ 

 

تعود​​ إلى​​ كافة أنشطتها الفنية دون النظر إلى كرم الله بعودتها للحياة مُجددًا بعد أن كانت على فراش الموت! تخلع ثيابها مرة أخرى وتخرج للجماهير العريقة،​​ وكأنها لم تكن تتوسل إلى الله لينجيها من كربها؛​​ فقط لتنال رضا "المنتجين" وتحصل على​​ دور​​ البطولة بعد أن اعتزلها التمثيل لشهور طويلة، وكأنها أتقنت دور الضحية الضعيفة أمام خالقها وأثبتت صدق موهبتها! لتحمد ربها أمام الكاميرات على نعمة الصحة والحياة، كاشفة عن مفاتنها دون​​ حياء من رحمة الله بها، فإن أرادها تحت الأرض بلا منفذ لفعل ولكنه يُمهلها الفرصة.

 

حتى​​ ان خروج مُعلمة عن إطار الإلتزام تحت مُبرر "رحلة وانبساط" وصل حد نفاقهم الصريح، فقابلوه بالدفاع والتشجيع على الحرية! فكيف نحكم عليها​​ برقصها أمام الرجال؟ كيف نضعها موضع الشبهات لمجرد أنها أرادت الاستمتاع برحلتها دون قيود العمل و"وجع دماغ الشغل"؟ وبعد أن انتشرت مقاطع مصورة لها أثناء رحلة​​ نيلية تشاركت​​ فيها الرقص مع الرجال،​​ كنوع من أنواع الترويح عن النفس بعد فترات عمل شاقة.

 

​​ خرجت مناصرات حرية المرأة تُندد بهذا التصرف​​ الشنيع، ليس في تمايلها بحركات مثيرة بين الرجال وهي على ذمة آخر، ولكن بمن استباح خصوصيتها ونشر المقطع علنًا! ليخرج على نفس الخط الإعلام فيساندها في محنتها،​​ ويستضيفها لتسرد قصة بطولتها العظيمة أمام ظلم العالم لها! فتصبح مقصد نجوم الفن لتشجيعها أكثر فأكثر على العيش بحرية دون الالتفات لرأي الناس! حتى​​ بعد أن خسرت عملها، خرجت شخصية نسائية من الطراز الرفيع لتقف بجوارها في أزمتها وتعرض عليها العمل في مكتبها ردًا لاعتبارها! أعترف أن الإنسان بطبيعته خطاء، ولومه ينتهي بالأسف​​ والاعتذار، ولكن هل نُساند من​​ يجهر بخطيئته دون الاعتذار عنها؟​​ هل ندعم الخطأ ونُغرق الأصول في الوحل؟! هل نقف أمام الحق بالمرصاد ونُرافق الباطل في "رحلة على النيل"؟!

 

أما​​ وقد​​ أُثير​​ مؤخرا​​ أحد​​ الأعمال​​ من رحم منصة عالمية،​​ لا تدعم سوى​​ "شواذ" القيم والمبادئ، مؤامرة​​ يمارسها الغرب​​ للنيل من​​ العرب،​​ وتحويل العالم​​ إلى​​ بيت كبير​​ بلا​​ مبدأ​​ أو​​ حدود، عادت سيناريوهات "التناقض" من جديد!

 

وبعد دعوات حازمة بعدم التعرض لأبطال العمل، وتهديدات واضحة لكل من تُسول له نفسه​​ مجرد ذكر اسم أبطاله بأي سوء​​ بالعقاب​​ العسير! دفاع شديد اللهجة عن كل من وضع لمسته في الإخراج، أو قل في وضع لمساته الفاسقة لنشر فاحشة متحضرة بـ"شوكة​​ وسكينة"، ومناشدات عاجلة حتى نفيق من غيبوبة النكران!:

 

​​ "يا جماعة دي فلااااانة، انتو​​ نسيتوا دي​​ عملت​​ فينا إيه زمان وقدمت أعمالا​​ عظيمة إزاي؟! طب وجوزها وولادها، يا جماعة عييييب"، وكأن أولادهم "خط أحمر" والشعب آخر همهم، "في داهية"! ثورات تحت مُسمى الفن للفن، الفن يعرض مشكلات المجتمع وإن لم يمنح حلولا​​ جذرية لها، الفن رسالة سامية، الفن حضارة و... هراءات من هذا القبيل.

 

الآن،​​ وقد​​ علت​​ أصوات النفاق لتُخرس صوت الحق،​​ وتقطع لسان الأصول والقيم،​​ وتحجب شمس الوعي عن أعين البشرية، وكأنها تُنفذ أوامراً​​ وما عليها سوى السمع​​ والطاعة، اليوم نواجه "أقذر" فلسفة بشرية على مر الزمن! عدو سيفه هو الخداع والمكر، إعلاء صوته هي مهمته الأولى والأخيرة، ونحن أمامهم​​ رقعة​​ "شطرنج"، يُحركون​​ أحجارها​​ كما يحلو لهم!

 

26​​ يناير 2022

 

تابع العالم العربي مباراة كروية ضمن بطولة كأس الأمم الإفريقية، بين منتخبي مصر وكوت ديفوار،​​ حُبست الأنفاس مع كل دقيقة، توالت الدقات مع كل دقة على ساعة حكم المباراة، عُنوان الـ 90 دقيقة: "من​​ هو​​ سعيد الحظ الفائز والمتأهل إلى المراحل الأخيرة؟"، حماس كبير وانفعال أكبر، تشجيع مدوٍ​​ يرج المنازل، وعلى الصعيد الآخر كانت تُقام بطولة خاصة، بطولة لا تمت للرياضة بصلة، ولكنها أعظم من أي بطولة دنيوية، بطولة ينتصر فيها الإنسان على ملذاته، على أطماع نفسه، لينسحب من بين رفاقه إلى خالق الأكوان، يؤدي فريضة الصلاة عند سماع "الله أكبر"، دون الاهتمام بنتيجة المباراة، تكفيه نتيجة آخرته.

 

وهو ما سجله أحد أئمة المساجد، حيث​​ دخل​​ المسجد بعد الأذان لتأدية الصلاة ولكن ما وجده نزل عليه كالصاعقة! المسجد فارغ تمامًا من المصلين! منظر تقشعر له الأبدان، حتى أنه خرج إلى الشارع ليطلب من المارة​​ أن يحضروا​​ الصلاة بدلًا من تأديتها بمفرده! يشحذ المسلمين كي يخرجوا من الضلال إلى النور! وثق السبب الذي منعهم من الصلاة: مشاهدة المباراة.

 

اكتظت "الكافيهات" بالشباب من مختلف الأعمار، حتى أنه لم​​ تعد​​ توجد أي مساحة خالية تُمكن المزيد من الإنضمام! ولكن ماذا عن نداء الله لنا؟ هل دقائق "الماتش" كفيلة بأن تُدخلنا الجنة ليطمئن البشر إلى هذا الحد؟

 

"الكل بيتفرج على الماتش!"، كانت آخر كلماته قبل أن يقع عليه العقاب!​​ فما​​ إن انتشر المقطع المصور على وسائل التواصل الإجتماعي؛ حتى انتهى أمره بإصدار قرار بوقفه عن العمل لمدة ثلاثة أشهر أو لحين انتهاء التحقيق معه؛ وذلك لسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي! فهل اتضحت أمامك الصورة الآن؟

 

فماذا عن الأعمال التي تُنشر ويكون فيها الفجور والزنا هو الأساس؟

ماذا عن لقطات الضرب والقتل والمشاجرات العنيفة بالأسلحة البيضاء؟

ماذا عن الخمور والعُهر الفني الذي يقدمه لنا أصحاب الرسالة السامية؟

 

الحق أنها رسالة "سامة" تبعث الفتن والبغض والانحلال لكافة شرائح المجتمع، ومن ينطق بكلمة الحق هو من يُعاقب ويُحرم من حقه في الحياة! وكأن كلمة الحق كالسيف الذي تقع عليه رؤوس أصحاب الباطل ليواجهوا مصيرهم المُفجع!

 

الجميع يلهث وراء "المادة"، الجميع يبصق على الحقيقة ويلهو وكأن شيئًا لم يكن، فهل تتمسك أنت بها أمام مُغريات الزمن؟ هل تتماسك أمام أمواج الدُنيا وتقلباتها؟ لك القرار وحدك، ولكن تذكر: ما تزرعه اليوم تحصده عند اللقاء مع سيد الأكوان، فلا تغرك الدُنيا، ولا تخضع ذليلًا لإنسان، تألق بالحق وإن كنت وحدك، انفرد ببصرك وبصيرتك في زمن العميان!

 

للمشاركة

Nora_Mohammad

كاتبة مصرية

Read Previous

ذهب/2022: تحفة سينمائية “صحراوية” تطرح اشكالية الجشع والنجاة والغدر

Read Next

مشتاقة تسعى إلى مشتاق

13 Comments

  • أستاذه نورا

    الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها
    وكلما طال تهميش إنسانها يصبح كالبهيمة لا يهمه سوى المرعى والغريزة

    وعِندما تَنهار الأَوطان..؟ يَكثر المُنَجِمون والمُتَسَوّلون والمُنَافِقُون والمُدَّعون والقَوَّالون
    والمُتَصَعلِكون وضَارِبو المَندَل وقَارئو الكَف والطَالع والمُتَسَيسون والمَداحُون والإِنتِهَازيون

    ويَعلو صَوت البَاطل ليَخفُت صَوت الحَق
    وتَشح الأَحلام ويَموت الأَمل
    وتَزداد غُربة العَاقل
    ويُصبِحَ الإِنتماء إِلى القَبيلَةِ أَشَد إِلتصَاقاً وإِلى الأَوطان ضَرباً مِن ضَروبِ الهَذَيَان.

    رحم الله ابن خلدون كأنه يعيش بيننا الان..
    وشكرا لهذا المقال الرائع وكانك تعزفين على الوتر الجريح

    كل عام وانت بألف خير.. رمضان كريم على الجميع

    • أهلاً أستاذة دينا ❤️

      كلماتك في غاية الجمال والروعة، معبرة وصادقة، بالفعل، قد تكون المأساة الكبرى هي هدم القيم وضياع الإنسان، أن يكمن معنى الإرهاب في أسلحة الفساد الشامل، حينها يصبح الدمار نهاية حقيقية للبشرية!

      على أمل أن تصنع كلماتنا تغييرا، يكفينا شرف المحاولة، ويكفينا أن نتألق بإنسانيتنا في زمن يُصِرُّ على النيل منها!

      أشكرك على تعليقك الجميل وكلماتك الطيبة.. كل عام وأنتِ بخير وشعلة قلمك وفكرك منيرة متألقة ❤️

  • هناك دائما خط ملتبس
    بين الصح والغلط
    بين المفترس والضحية
    بين الكرم والتبذير
    كما بين الحق والباطل
    وما من مطلق في الكون
    إلا وجه الله الكريم

    دعك من حدة الخطاب
    والإغراق في النصائح
    وعالم الطوباوية

    “كل واحد عقلو براسو
    وبيعرف خلاصو”

    عيشي الواقع يا سيدتي
    واكتبي في شأن آخر
    يريح من هم بجوارك
    ويسوق البسمة للوجوه

  • غريب أمرك أستاذ هاني !؟

    كيف تطلب من الأستاذه نورا أن تعيش الواقع، وهل كتاباتها ضرب من الخيال والأوهام أو المستحيل ..؟
    التي غرق بها كثير من الكتاب.. من أجل إيجاد أسماء لهم في دنيا المشاهير ؟

    الم تصف المجتمع العربي وتكشف عيوبه، كانتشار الرذيلة والفساد والمتناقضات واهتراء المباديء، التي أدت الى تداعي اركان المجتمع شيئا فشيئا.. حتى بلغنا الحضيض ..؟

    عالم السحر والجمال الذي قد تدعو اليه وتنشده؟ لن تجده إلا في بلدان يظللها الأمان والاستقرار حيث تخيم المحبة والسلام على النفوس .

    رمضان كريم

  • الأستاذة الصديقة دينا تلحمي

    لو لم تكتبي إلي مباشرة؟ لما تدخلتُ في النقاش

    لأن من أبسط قواعد الديموقراطية في العالم
    أن يقول كلٌ رأيه.. ويبدي وجهة نظره
    دون أن يقول ما يعيب.. كسلمان رشدي

    ودليل عافية في النقاش… أن لا يتفق على رأي واحد كل الآخرين
    ولو كان في التعليق ما يخدش أو يوحي بالإساءة لحذفته من أصله

  • تحية طيبة لكم جميعاً..
    أستاذ هاني.. أشكرك على تعليقك، لك مطلق الحرية في الرد والتعقيب على حروفي، وهو حق مكفول للجميع كما تفضل أستاذ إبراهيم وأوضح في تعليقه..
    ولكنك إن عشت واقعي وأنا أعلم بما فيه من مساوئ وفساد يخرس أمامها الجميع، فاين عمارة الأرض في وجودي؟..
    لن أقيد عقلي الذي أدرك مواطن السوء في البشرية، وإن لم يدركها كثيرون، وواجبي أن أطلق جرس إنذار لعله يرشد غيري للصواب قبل الطوفان.. وهو دور الكاتب الذي سلحه الله بالقلم الذي هو من أشد أسلحة الأرض..
    هل أستمر فيما بدأه البشر وأدون حضوري في سجل ضياع الأمة؟! لا، لن أمنح قلمي نهايته بيدي أستاذي، أنا حرة لا أتقيد بواقع، بل أثور وأغضب عليه، بعيدة من النتائج، وبعيدة من المثالية، يكفيني أن أضع رأسي على وسادتي بضمير مرتاح بأن قلمي لم ينظر للضياع وينحني له خضوعاً والمبرر أنه واقع لا يد لنا فيه..
    نحن مجرد رسائل لبعضنا البعض، إن استسلمنا للواقع فمن يحذر من الغرق في بحوره؟
    قد تكون كلمة واحدة مفتاح التغيير، وإن لم تحقق غايتها، يكفينا المحاولة، فالكاتب بحق هو من يعكس واقعه المشئوم، لا يهرب منه ويسرد خياله المعسول، يلتفت له العالم أو يفترس وجوده، لا يهم، المهم هو اعطاء قلمي معنى حتى الممات..
    هو مجرد رد على تعليق حضرتك ليس أكثر، محتوى المنصة غني وثري بالمقالات الرائعة، إن وجدت كلماتي المتواضعة لا قيمة من ورائها فلن ألومك إن قرأت غيرها ولم تعرها اهتماما.. وإن قرأت لي حرفاً فلي كل الشرف ويسعدني كثيراً بكل تأكيد..
    أشكرك أستاذة دينا على تعليقك الذي عبر عما في داخلي، أشكرك على تعليقك الأكثر من رائع، كل الشكر والتقدير لكِ أستاذتي الغالية..
    وكذلك أشكرك أستاذ إبراهيم على كلماتك الراقية وردك الفاصل، والشكر لأستاذ هاني فهو من فتح مجال النقاش المثمر بالطبع..
    الشكر لكم جميعاً.. دمتم بخير.

  • هذا نقاش عقيم لن يصل إلى مطرح، ما دمتِ تنصّبن نفسك داعية إصلاح، يقع على عاتقها تقويم البشرية. قليل من التواضع يا سيدتي، أنت الآتية على ظهر سلحفاة أو بعير إلى دنيا الكتابة والأدب، التي لا تصدق نفسها أن هناك من يكيل لها المديح بلا حساب. “أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً ** أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ.”

    لم يزل بعض الناس في مصر يحقدون على المتنبي من أيام كافور، ليس إلا بسبب قصيدته في العيد عن العنب والثعالب.. وغفلة النواطير. الانتفاخ بفعل المبالغة في المديح يتسبب بانفجار، وأخطر ما في الانفجار.. الضمير.

  • تطلب مني القليل من التواضع ولا أجد في ردك أي احترام لي!
    هل هذا معقول؟!
    ومتى وجدتني لا أتواضع أو أفرض مثاليتي أو أدعي الاصلاح؟!
    الأمر يسير أستاذ هاني.. إن لم تجد في كلماتي معنى أو قيمة أتركها وأبحث عن ما تهوى، لن ألومك ولك حرية القرار لكن دون أن تتهمني أنني ألعب دور الاصلاح والمثالية..
    أستاذي أرجو أن تعيد قراءة تعليقي من جديد كي تعي معنى كلامي، لقد أوضحت أن ما أقدمه هو دوري ككاتبة، أتحسبني لا أرتكب ذنوباً؟! أتجدني معصومة كي أصلح البشرية؟ أنا فقط أنظر للواقع وأحاول تحذير من غفلوا عنه، ينتبه له من ينتبه هي ليست مسؤوليتي، أتريد أن أكتب عن الفساد وأنشره ونقيم له الاحتفالات؟! أو أن أتفنن في كتابة في مواضيع لا جدوى منها؟!
    بكل تأكيد الله خلق الجميع بعقل يفرق بين الخير والشر ولكن اليوم الأمور اختلطت حتى أصبح الشر ملاذهم وأنفاسهم على الأرض!
    الواقع كما به إيجابيات فسلبياته واضحة والساكت عنها متضامن معها، وقد تكون الكلمة بداية النجاة..
    تكلمت معك بمنتهى الاحترام والكل يشهد بذلك ولكنك قللت من احترامي.. ولا أعرف إن كتبت عن النقيض كيف سيكون مدحك لي!
    أشكرك من جديد.. لك مني كل التقدير.
    الله معنا..

  • حق الرد والتعقيب مكفول للجميع.. ومن لم يتفق معي في مقالي له حق النقد ولن أحيد نظري عنه، بل بالعكس سأفتح له مجال النقاش بصدر رحب.. ولكن باحترام ولن أقبل غير الاحترام.
    شكراً.

  • الأستاذة العزيزة نورا

    شكرا لمجهودك..وعفويتك..وطرح أفكارك

    كتبت لك لبعض الدواعي يا صديقتي
    ربما لم تصلك رسالتي؟ أو لعلها
    سقطت في الجانك بوكس فغابت عنك

  • أشكرك أستاذة إيناس..
    عذراً.. كيف أتلقى الرسائل أو أرسلها؟
    فأنا لا أجد سوى حسابي ولوحة التحكم وما فيها من نشر النصوص أو تعديل ملفي الشخصي..
    أعتذر مجدداً لعدم علمي بعد بالطريقة الصحيحة لقراءة الرسائل..
    شاكرة لكِ أنك وجهتيني إليها.. وسأتواصل معكِ بإذن الله..
    كل التحية والتقدير.

  • الأستاذة العزيزة نورا
    راسلتك عن طريق البريد الإلكتروني الخاص بك (outlook )

    • أستاذتي..
      فضلاً أرسلي إلي من جديد.. آخر رسالة تتضمن إشعار تعليقك الأخير على المقال، ولا أجد غيرها منكِ..
      قد يكون الخطأ من جانبي، فقد وجدت بعض الأعطال التقنية في بريدي الإلكتروني وهو ما لم يمكنني من الرد على رسائلك القديمة ورسائل أستاذ إبراهيم أيضاً.. أعتذر هو عطل خارج عن إرادتي..
      كل الشكر والتقدير لكِ ولصبرك.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *