مهند النابلسي // ليس هناك دواء لمحو الذكريات السيئة! خطبة لاذعة ضد رجل جالس لماركيز(2): وصفة "ماركيز" السحرية للوعود "الانتخابية": |
2020-11-07 |
|
ليس هناك دواء لمحو الذكريات السيئة! خطبة لاذعة ضد رجل جالس لماركيز(2)
....ثم تواجه الزوج وهي متبرمة من دورها المزدوج (كأم وزوجة): الآن كل شيء مياه جارية، فقد انتهى دور"أمك الاحتياطية"، التي كانت تدفىء لك الجوارب قبل النوم...والتي كانت تقص لك الأظافر بمقص التطريز...ثم تعلن بصراحة صارخة: ...والتي تحملتها في قيء سكرك وضرتاك تحت اللحاف...ثم تنتقل للحديث عن الحرمان الجنسي: لهذا نمت مواجها الحائط، وعاقبتني بالامتناع عني...حتى اليوم: سنتان وثمانية عشر شهرا، لكن اليوم ينتهي العد!
ثم تنتقل لوصف رائع: "مع تلك الأهداب نصف الحالمة التي بامكانها تحريك الهواء أكثر مما تفعله المروحة. كان هناك طائر كناري في جهة ما، وكل مرة اذا ما غنى كانت الزهور تتحرك"! ثم تصف احدهم: وبعينين ضخمتين كما لو انهما ليستا من هذا العالم. وتعود للادعاء البرجوازي المزيف: أنا الوحيدة دكتوراة اربع مرات، اربع مرات، وقد حققت حلم امي، وبالاضافة الى ذلك تعلمت الفرنسية بسنتين، وأما انجليزيتي فقد بقيت مكسرة، لأنك قلت لي بأن اللغة العالمية ليست الانجليزية، وانما الانجليزية المكسرة!
...وهكذا تستمر في شرح معاناتها، عندما تكون الحقيقة بعودتك دائما من الشارع بقضيب مسترخ...ثم لأن عندك الوقاحة لتقول لي بأنه كان ذنبي بأني لم اتعلم اللاتينية، وتستنتج أنه ليس هناك أكثر غيرة من زوج غبي مخلص، يعود الى البيت كالمجانين ليعرف مع من كنت أتحدث بتلك الساعات التي كان فيها التلفون مشغولا!
وتستطرد ببلاغة قل مثيلها مثل: بأنه على استعداد من أجل امرأة مثلي أن يجعل نفسه يفترس من قبل تمساح، ثم تعبيرات لاذعة صريحة يتجنبها الادباء عادة مثل: كدت "أخرا" على نفسي من الخوف...وكشف لأدق خفايا النفس المدعية يتمثل بجملة مثل: أما اكثر المواقف رعبا فهي تناولنا العشاء مع احدهم والتحدث بالفرنسية. ويتحدث ماركيز كما لو انه يستخدم كاميرا سينمائية: واجابتني احداهن بصوت يكشف انها شقراء عادية، وقالت لي نعم، بأن ابنك كان نائما معها!
وبصوت يمثل معظم الزوجات الوفيات يقول: هل رأيت كيف احتمل النكبات التي لا تعوض للشراكة الزوجية بصورة جيدة، حسنا...سأعود واتحدى بها الجميع، وبسعادة كبيرة لاساعدك كي تشيخ ...ثم تستطرد بغضب شديد: لا أستطيع احتمال أنك تذهب الى كل الجهات، مطلقا الأكاذيب بحدبتين اكثر حجما من حدبتي جمل، وبعدها تعود دائما لتسألني: أليس بهذا الشكل حبيبتي؟! وعلي انا أن اجيبك دون تردد "نعم نعم حبيبي"!... لاأحتمل أكثر، تذمرك لأنك لا تجد العدسات اللاصقة، لأنك تحملها في عيونك، ولا لنفاذ ورق التواليت المعطر برائحة الزهور...فكل العالم يهبط، وانت مخدر خلف هذه الجريدة التي تقلبها، وستعيد تقليبها الى اليمين وبالعكس، كما لو انها كانت مكتوبة بالعربية. وتستعرض سر الاختيار ببساطة: كل امراة تعرف من من الرجال أن نعم، وهم أنفسهم يعرفون ذلك!
وتنتهي المسرحية الطريفة (التي لا يزيد عدد صفحاتها عن الثمانية والأربعين صفحة) بشكل درامي غير متوقع: أنت، يا "غائط"...دون غضب...دون شر، وفجأة تشعل الجريدة التي يقرأها الزوج، وبعدها تبتعد، وتعطيه ظهرها. وتستعرض صورة حياتها بمنولوج مرير ساخر اخير: "أنت: أنت هو الشيطان المسكين الذي هربت معه عارية منذ ولادتي، والذي كنت اراضيه حينما كان ينام لأتاكد أنه ما زال حيا وبأنه ملكي"...هكذا...متمردة ضد الحياة ذاتها، ضد كل شيء، بينما الزوج رابط الجأش ينتهي متحولا الى رماد! مهند النابلسي
وصفة "ماركيز" السحرية للوعود "الانتخابية" *...وفيما هو يتكلم كان مساعدوه يلقون في الهواء بمحموعات من الطيور المصنوعة من الورق، وكأنما دبت الحياة في المخلوقات الصناعية فتطير حول المنصة الخشبية ثم تتجه الى البحر. وفي نفس الوقت كان رجال آخرون ينقلون أشجارا صناعية من العربات ويزرعونها في التربة الصخرية خلف الجمع المحتشد...حيث أقاموا واجهة كرتون رسموا عليها بيوتا من الطوب الأحمر لها نوافذ زجاجية، وبهذه الواجهة "المصطنعة" غطوا أكواخ الحياة الحقيقية!
*قدم السناتور لحديثه باقتباسين باللغة الاتينية حتى يعطي وقتا أطول لرجاله الذين ينصبون ديكورات المهزلة، ثم قدم وعودا لمستمعيه بأنه سيجلب لهم الآت خاصة لاسقاط المطر، وجهازا متنقلا يجعل الحيوانات عشارا فتلد وتتكاثر الثروة الحيوانية، وزيوت السعادة والخصب التي تجعل الخضروات تنمو في الأرض الصخرية وشتل البنفسج لتوضع تحت النوافذ...وعندما رأى أن عالمه الخيالي قد اكتمل، أشار اليه: "وهكذا ستكون الامور أيها السيدات والسادة، انظروا هكذا سنكون"!
*...وحين سمع التصفيق النهائي، رفع رأسه ونظر بخيلاء، ثم قال في نفسه "اللعنة على هذه المهارة السياسية"! (اقتباس عن قصة قصيرة لماركيز نشرها عام 1970 بعنوان "الموت رابض وراء الحب").
*للمناسبة ولكشف الدجل الاعلامي والاستعراض السياسي الانتخابي فقد كان "مارلون براندو" ممثلا مشاغبا وصعبا ومتمردا ولا يميل كثيرا لحفط النصوص ويحاول ان يرتجل...لذا لحل هذه المعضلة فقد وضع له المخرج كوبولا لوحات كبيرة أمامه ليقرأ نصوص فيلم "العراب"الشهير...وتطورت هذه التقنية "المضللة" كثيرا (وأصبح من الصعب كشفها) وأصبحت تستخدم من بعض القادة والمشاهير والأدعياء ومرشحي الانتخابات بأشكالها لاعطاء الانطباع بأنهم خطابيون متمرسون لا يقرأوون من الورق أمامهم وانما هم حافظون لكلمتهم ومؤثرون وصادقون، كذلك فنحن نلحظ ذلك لدى مذيعي ومذيعات المحطات الفضائية...فأحذروا الدجل والتضليل والانبهار ولا تصدقوا كل ما ترون!
*والآن بعد هذا الاقتباس المعبر والاستهلال المؤثر، فاني سأتجرأ واعلن ما يلي: *اعلن انا العبد لله الفهلوي الفئوي الجهوي المتعصب الديماغوغي الشللي الاستعراضي المتشدق المنظر الطموح المغرورالمنتفخ المنتفع اليساري الليبرالي البرجوازي الهلامي "المبذر" البخيل اللئيم الخسيس الانتهازي الدجال العبقري المبدع الاستثنائي ترشيحي لكافة أشكال الانتخابات "المهنية والثقافية والأدبية والسينمائية والثقافية والبرلمانية والسياسية"...فالرجاء ان تنتخبوني بلا تردد، لانكم لن تجدوا لي مثيلا!
مهند النابلسي |
التعليقات الحديثة