أمير وعاشقة

الأولى

 

خبأتك داخلي زهرة مورقة

تشتهي طفولتي

ونجمة خلف مشكاة القلب

تحرق الماء

خبأتك أغنية أندلسية نوّرها القمر

وقطع شمس تناثرت في

عرس العذارى

ارتديت رياح الشوق

ومضيت نحوك حافية القدمين

حتى اقترنت بالجنون

أحمل ينابيع شهدي

وأطير..

حمامة بيضاء طاهرة الجناح

من نار لنار

كصوفي ينتشي

يشرب في حضرة المحبوب

ماء التوت وخمر العسل.

 

الثانية:

عيناك غابتا مطر موعد الغروب

وشرفتان تطلان على مولد الشمس وأجنحة الزنابق

عيناك أقحوانتان في يد العذراء مريم

صرخة مولدي وأرض بعثتي يوم القيامة

عيناك قصاصتا ورق ملون فوق خيط الأمنيات

تأخذني إلى أروقة الخمائل..

إلى نزهة برية بين أغصان السرو ومتحف المروج

تلفني شرانق حرير

تزرعني نخلة ذهبية في بلاد بابل

سوسنة رقيقة فوق أجراس المعابد

عيناك خرافة مابعدها خرافة

طلاسم تحتاج للتأويل

قمران يشتهيان ضم نجمة

عيناك أسهرهما فاكهة فرح..

رمانة على طبق من ذهب

و تسهرني قدرا يصدر المنفى

على النوم والحلم

والليل يكتبنا في الخلود

راعي وعاشقة

 

أميرٌ​​ وعاشقة

إيناس ثابت

 

خبّأتك داخلي

زهرةً​​ أشرقتْ

بأحلامِ​​ الطفولة

مشكاةَ​​ غيبٍ

تستريحُ​​ خلفَ​​ النجومْ

 

أغنيةً​​ أندلسيَّة

تتوهجُ​​ في ضوءِ​​ القمر

ومرايا شمسٍ

تناثرتْ​​ في​​ قلوب​​ الظالمين

 

لبستُ​​ رياحَ​​ الشّوق

ومضيتُ​​ إليكَ​​ بلا خفّينْ

 

قاربتُ الهذيانْ

وأنا أحملُ​​ ينابيعَ​​ شهدي

وأنَحِّلُ في​​ هدأةِ​​ الغابةِ​​ العذراءْ

حمامةً​​ بيضاءْ

طاهرةَ​​ الرِّداءْ

تشربُ​​ ​​ من​​ شتاءِ​​ القلبْ

حليباً بطعمِ​​ اللوزِ والسَّكر

 

عيناكَ​​ غابتا مطرٍ​​ عندَ الغروبْ

مشربيَّتان تطلاّنِ​​ على مولد الشمس

ونوافذِ النُّورْ

 

عيناكَ​​ كزهرِ​​ الأقحوانْ

على ذراعِ​​ المجدليّة

صرخةُ​​ مولدي

وأرضَ​​ انبعاثي​​ ​​ يومً​​ القيامة

 

عيناكَ​​ قصاصتا ورق أخضرْ

فوقَ​​ خيوطِ الأمنياتْ

 

تأخذُني​​ من يدي

إلى دروبِ الخمائلْ

وعساليجِ​​ السّواقي والمروجْ

تحت ظلال الزيزفون

 

تلفُّني شرانقٌ​​ من​​ حريرْ

تزرعُني نخلةً​​ ذهبيّةً​​ في بلادِ​​ بابلْ

سوسنةً​​ رقيقة فوقَ​​ أجراسِ الكنائسْ

 

عيناكَ​​ خرافة ما​​ بعدها​​ من​​ خرافاتْ

طلاسمٌ​​ تحتاجُ​​ للتأويلْ

قمرانِ​​ ​​ يتوقانِ​​ لنجمةْ

 

عيناكَ​​ أسهرهُما فاكهةَ فرحٍ

كرزاً​​ وتفاحاً​​ على طبقٍ

مرصعٍ​​ بالياقوتِ​​ والمرمرْ

 

تسهرُني قدَرَاً​​ ​​ في​​ منافي

النّومِ​​ واليقظة

والليلُ​​ يكتُبنا​​ ترنيمةً​​ في​​ سفرِ​​ الخلودْ

 

 

للمشاركة

ابراهيم يوسف

Read Previous

الحرامي الصغير و اللحظات المسروقة

Read Next

رودري وروز

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *