إلى الواهمين بأن الشمس لا تشرق إلا بأوامرهم

إلى الواهمين بأن الشمس

​​ لا تشرق​​ إلا بأوامرهم

*يهاجمني النكرات​​ أني كاتب بلاط

​​ أجل.. لكن ليس ببلاط​​ أهل الكهف*

 

نبيل عودة

C:\Users\ibrah\OneDrive\Desktop\مع أو ضد.png

 الاستعلاء على الآخرين دليل ضعف يمارس تحت غطاء القوة، هذه القاعدة نعيشها لحظة وراء لحظة في سياستنا المحلية.​​ إن الذين يدعون​​ أنهم​​ أصحاب الطريق القويم ويتنافسون على صفة ممثلي الجماهير العربية، لا يمثلون​​ إلا أنفسهم. هذه حقيقة بتنا نعيشها؛​​ فالتفكك للقوى التي كانت في طليعة مجتمعنا سياسيا، أصبح اليوم واضحا​​ بتفكك تنظيماتها في مجمل الواقع السياسي الذي نعيشه.

 

لا أقول ذلك​​ غيرة من​​ منافسين،​​ لأنهم​​ لا يفقهون​​ أن واقعنا السياسي لا يبرر انحرافهم عن المبادئ الأولية لحقوقنا كمواطنين يرفضون سياسات التمييز العنصري، ولن نستبدلها بالفتات داخل ائتلاف يتنكر لحقوق شعبنا، بوهم البعض​​ أنهم​​ أنجزوا مكاسب لمجتمعهم، وهي مجرد ثرثرة فارغة من المضمون والمنطق.

 

 الطريق السياسي القويم عملية رقي في التفكير والتعامل والتخطيط.  صاحب النهج السياسي الذي يضع نفسه داخل خانة سياسية تزعمت الدولة،​​ ظنا منه​​ أنه​​ أقصى التمني ونهاية البحث عن الحقيقة،​​ هو ببساطة ضحية لانعدام الوعي وانعدام التجربة السياسية، بالتالي لا يؤتمن لهذه المجموعة مهما ثرثرت وهددت.​​ وهكذا​​ ستركب رأسها​​ لتلحق​​ بالقطيع!!

 

يؤسفني​​ أن أقول​​ إني لا أرى تغييرات للعمق في النهج السياسي العربي في​​ إسرائيل، القضايا الملحة شبه غائبة عن الطرح، خاصة من مجموعة اختارت الجلوس داخل​​ كهف مظلم،​​ دخلوه بإرادتهم متنازلين عن حقهم في التفكير الشخصي،​​ وتحرير وعيهم من تسلط سياسيين عنصريين يرفضون الاعتراف بنا كأقلية قومية لها حقوقها،​​ بالمساواة وفرض اتجاه الحل السلمي لقضية الشعب الفلسطيني، شعبنا.

 

تصريحاتهم​​ التي​​ تنشر بتوسع واهتمام​​ إعلامي،​​ تبلغ خانة السخرية فيها​​ درجة مرتفعة، لكن الأوهام التي تسود طموحاتهم تظهرهم كببغاوات بإرادتهم الحرة، دون استيعاب أي شخصية فيهم كونهم أداة لخدمة سياسة لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

 

 للأسف الوعي الشخصي والقدرة على التفكير المغاير​​ أو نقد السلبيات لم يعد له مكان في تصرفاتهم.​​ قال​​ أحد الفلاسفة:​​ "عش لتعمل​​ ولا تعش لتنهى" وهم يعيشون بظن​​ أن​​ أقصى​​ ما يمكن الوصول​​ إليه سياسيا هو الجلوس على مقاعد​​ يظنون​​ أنهم قادرون عبرها​​ على​​ إعادة تشكيل النهج السياسي​​ أو الاقتصادي بما يخدم مجتمعهم.

​​  

من يظنون​​ أن نهجهم هو الأصح وأن الباب أغلق​​ أمام أي اجتهاد جديد،​​ أبشرهم​​ أن هذا هو جوهر مرضهم الفكري​​ أولا والسياسي ثانيا. لا​​ أقول ذلك سخرية منهم،​​ إنما لحثهم على استعمال تلك المادة الأكثر تطورا​​ ورقيا وذكاء والتي تسمى العقل.​​ أول جريمة​​ ترتكبها التنظيمات مع كوادرها هي​​ شل حرية الرأي وحق التعددية الفكرية.

 

فلسفتي ألخصها بهذه الجملة "أنا سعيد لأني أفكر، ولست موجودا لأني أفكر فقط " !!

ولننتقل للناصرة، وهي ما تهمنا في الغابة السياسية التي نعيش داخلها.

 

حتى اليوم لم تستوعب الجبهة حقيقة ما جرى في الناصرة، الأهم​​ أن هذا فتح عيني للنظر الى​​ أسلوب عمل الفائز برئاسة البلدية وأعني الرئيس المنتخب علي سلام، الفرد الذي هزم تنظيما تاريخيا بكل مؤسساته وأعضائه، وفاز بأكثرية مطلقة من الأصوات. فقط غبي مطلق​​ لا ينظر لهذه الحقائق ويحلل أسباب هزيمته. الى جانب​​ أن​​ أجواء التعامل مع​​ المواطنين في البلدية تغيرت، من​​ أبواب مغلقة الى​​ أبواب مفتوحة. من بلدية تدار بانقطاع عن الناس الى بلدية تدار بانفتاح على الناس...

 

بعضهم​​ ينتقد مشاكل مختلفة تحتاج الى​​ مزيد من النشاط، لا أحد ينكرها، وإدارة علي سلام واعية لكل المشاكل، لكن الميزانيات التي تمنح لبلدية الناصرة، ولمختلف السلطات المحلية العربية، لا تستجيب لكل المطالب والخطط التطويرية، التي تحتاجها سلطاتنا المحلية، ومن​​ كان​​ في​​ الحكومة لا يفكر بالمجتمع العربي بقدر ما يفكر​​ بالترويج الإعلامي،​​ الذي خصص له ولتصريحاته الفارغة من أي مضمون عملي، وكأن الظهور التلفزيوني هو المكسب الذي حلم به الوسط العربي.

 

المستهجن أيضا​​ أن المعارضة في سلطاتنا المحلية كلها، هي معارضة مبنية على فكر منغلق: لأني خسرت فانا معارض. ولو​​ سبب ذلك عرقلة مشاريع تطويرية وإفشالها،​​ أو​​ إفشال الحصول على ميزانيات ضرورية لبلداتنا، تخدم المؤيدين للسلطة المحلية​​ بالقدر​​ نفسه​​ الذي تخدم المعارضين لها.

 

لا​​ أكتب لأني ضد فريق، بل​​ أكتب لعل الكتابة تفتح العيون على القضايا الأكثر أهمية،​​ بأن واجب المعارضة المساهمة في دعم النشاط التطويري في جميع سلطاتنا المحلية.

 

nabiloudeh@gmail.com

 

للمشاركة

Nabil oudeh

نبيل عودة كاتب من فلسطين

Read Previous

رَحيقُ الأُمْنياتْ

Read Next

القلوب صناديق مغلقة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *