الصراع الطبقي

الصراع الطبقي

​​ زينب

 

​​ تستحق​​ إضافة معاش

 

نبيل عودة

 

C:\Users\ibrah\OneDrive\Desktop\أبرع.jpg

 

كانت زينب تشتغل مساعدة في منزل، تقوم بكل أشغال المنزل، لأن​​ عبير​​ الزوجة غائبة معظم ساعات النهار، بحجة تواجدها مع صديقاتها، والزوج غائب في عمله بإدارة شركة مقاولات، لكنه بين فينة وأخرى يتردد على المنزل لبعض الوقت.. ومع​​ الأيام صار تردده شبه يومي​​ تقريبا،​​ إلاّ​​ إذا كان على سفر.​​ وزينب لا تجهل حقيقة تمتعها بجسد متناسق،​​ ووجه يطيب للإنسان النظر​​ إليه، فهو وجه جذاب بتقاسيمه وصفاء بشرته...

في يوم من الأيام وقبل​​ أن تغادر​​ الزوجة للقاء صديقاتها، قالت لها زينب​​ إنها تريدها لحديث هام.

ألا يمكن تأجيل حديثك لوقت آخر؟

لا يا سيدة عبير.. لأني يجب​​ أن​​ أقرر.

وماذا تقررين؟

البقاء في عملي في منزلك​​ أو​​ الانتقال للعمل في منزل آخر.

لكننا ندفع لك معاشا جيدا.

لم يعد يكفي... مقابل ما​​ أقوم به من خدمات منزلية.

هذه هي وظيفتك.. هل تعتقدين أنك جئت للراحة هنا؟

إن لم نتكلم الآن سآخذ أغراضي وأغادر المنزل.

ما هذا الكلام.. تهددينني؟

لا​​ أهددك يا عبير ، بل أطالب بحقي كعاملة.

ما هي طلباتك...؟

إضافة 20% على معاشي.

لماذا يجب​​ أن​​ أضيف لك هذه الزيادة؟

أنتم البرجوازيون تظنون​​ أن العامل يجب​​ أن يرضى بالفتات، وأنتم تحصلون​​ على كل الخيرات التي نحن ننتجها لكم.

هذه هي الحياة يوجد عمال ونحن​​ أصحاب الأموال نشفق عليكم ونوفر لكم الأشغال..

هذه النظرية الطبقية التي طرحها ماركس سقطت.​​ أنا​​ أدير كل شؤون بيتك وأنت لا تدرين شيئا.​​ أنا بالكاد​​ أحصل منك ما يكفي لمعيشتي وأنت تبذرين الأموال بلا تعب وبلا حساب.

وهل تريدين تغيير النظام؟

أولا​​ أنا​​ أعدّ​​ الطعام وزوجك يقول لي​​ إني طباخة ماهرة،​​ وطبيخي أفضل من "الخبيصة" التي تعدينها له،​​ عندما أكون غائبة.

ليسامحه الله.. لا يعجبه العجب.

لكنه معجب بما أعده من طعام.

هذا ليس سببا كافيا لزيادة معاشك.

أقوم أيضا بتنظيف البيت ومسح الغبار وكوي الملابس، وزوجك يقول لي​​ إني منذ بدأت العمل في بيتكم صار البيت أكثر نظافة وترتيبا،​​ ولم يعد بحاجة لإرسال ملابسه للكوّى.. بل يقول لي إني أفضل منك في كوي ملابسه وتنظيف البيت وترتيبه.

هذه تفاهات لا تعني شيئا .. وهي ضمن أشغالك المتفق عليها.

ألم تقتنعي بعد يا عبير بأني​​ أستحق إضافة معاش؟

لا .. حججك لا قيمة لها يا زينب، وما تقومين به تقوم به كل شغالة أخرى وربما أفضل منك!!

 

حسنا .. يقول لي ما هو أهم وأخطر، باني أفضل منك في السرير.

ماذا؟ زوجي نام معك في السرير؟

ليس زوجك فقط، الجار أيضا قال لي​​ إني أفضل منك​​ أنت أيضا في السرير!!

 

nabiloudeh@gmail.com

 

للمشاركة

Nabil oudeh

نبيل عودة كاتب من فلسطين

Read Previous

مبروك

Read Next

ومضات نقدية مختصرة عن رواية دفاتر الوراق

One Comment

  • أستاذي الكريم

    شكرا جزيلا وأنت الكاتب المميز أقلّه عندي تتحفنا بمقالاتك الملفتة
    وبعد؟ ألا تعتقد معي أن الخيانة غالبا ما تقع انتقاما من الشريك الأخر؟
    ربما ردا على خيانة؟ أو لسبب “وجيه” آخر ولكنها قلما تقع بالمجان

    ولعل خيانة الرجل الشرقي هي نتيجة كبته وهوسه بالنساء
    وإن كانت زوجته أحلى وأرقى ممن يعاشرهن هؤلاء الرجال
    من خارج إطار الزوجية بعيدا من الأمانة والأعراف “الأخلاقية”

    والمرأة هذا الكائن “الضعيف” الرقيق… ربما تبحث عن صفات
    قد تجدها عند الآخر ولو كان زوجها من الأثرياء… “الأتقياء”

    لكنني بأي حال… لا أبرىء الزوج ولا الزوجة أو الخادمة
    الكل يطاله فعل الخيانة بمعنى علاقة الرجل بالمرأة أو العكس
    لتبقى الخيانة فعل مرفوض جملة وتفصيلا في العرف والإنسانية.. والدين
    فما بالك بباقي أنواع الخيانات وفي طليعتها خيانة النفس والأوطان

    ولو أن هذه الظاهرة الآفة شاعت وانتشرت
    بشكل فاضح في كثير من المجتمعات العربية
    وخاصة مع الخادمات اللواتي لا ينظر اليهن من قبل
    “رجالنا” على أنهن خادمات أو عاملات
    بل كإناث ترضي نزواتهم وغرورهم وغرائزهم الجنسية

    كن دوما بخير.. وتقبل وجهة نظري يا سيدي
    النهاية مليئة بالدهشة “السلبية”
    ولو كان الهدف من الحكاية في مكان مختلف “كالصراع الطبقي”

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *