من لحم وعظم.. وطين

من لحم وعظم.. وطين

المايسة بو طيش​​ 

عين البنيان الجزائر​​ -​​ العاصمة

تحتجبين خلف​​ حيائك

لكأنك​​ صبية​​ في​​ ​​ عمر​​ العشرين

يغزو​​ التوتر​​ مشاعرك

ويعتريك​​ خجل

​​ يظهر​​ في​​ القسمات

وفي​​ العيون

ولا زلت تتوهمين وتكابرين

هربا من​​ عبء​​ السنين

تسبحين في بحر الهواجس

فتتعذبين ولا​​ تغرقين

يا​​ لعنفوان​​ العمر​​ اللعين

وأنت وراء الباب​​ تكتمين​​ الأنين

​​ خلف​​ جدران الصمت الحزين

ألا يا​​ ابنة​​ الوفاء

وأخت ماضيات السنين

لا​​ خجلا أو​​ هربا

من​​ الحياء في الدين

اطمئني​​ ودعي

الخوف​​ بالتقوى

وعيشي حياتك صلبة حرة

موفورة الفكر​​ 

عالية الجبين

لم تزالي طفلة​​ يغمرها الخوف

عارية كلما هبت

الريح وغزا القلب الحنين

فأنت من روح​​ 

ومن لحم وعظم..​​ وطين

تتوالى​​ مشاعرك​​ وتلهو

​​ بين حقول الماضي

وحسرة ​​ على​​ الأيام

​​ وقسوة ​​ العمر الهجين

كوني كما​​ تبغين​​ لكن لا تعيشي

إلاّ عالية الرأس مشرقة الجبين

لا تحتاري فأبواب​​ الفرج

ليست​​ موصدة

فارفعي يديك​​ عاليا​​ 

لمن بسط الأرض

ورفع السماء​​ عبرة للعالمين