ياليلُ... الصَّبر
رسالة الصديقة الرائعة
هيام ضمرة من الأردن
وقد أكرمتني بحق
أكرمها ربّي
حينما رحّبتْ مشكورة
بنشر الرسالة
إبراهيم يوسف
صباح الخير والفرح والوفاء يغزوني مع أنفاس المحبِين. صباح طهارة الأرواح تعوَّدتْ وداعتُها تأسرني إذ تحملُ إليّ نبضك. صباح الصّبر الجميل يبلسمُ قلوبنا، آتيا من صوبكم مع ريح الشمال.
تَبّا للكلمات العاجزة حينما تَخْفقُ بفعل المودة، وتخونني أمام جمال الحرف وإبداع الكلمة، لتخطف التعبير المناسب ونكهة ذكرياتي الماضية. هكذا تستبدّ بنا مشاعرنا وأرواحنا الغلاّبة.
لكن الدّنيا لا زالت بخير رغم الأجواء المظلمة، ولم يزلِ الخيرُ في أمة نبيّ الإسلام محمد إلى يوم الدِّين. والعاقبة لنا في دنيانا نحن البشر الضعفاء، هذا التوازن العاطفي بين التعاسة والفرح.
ليسامحنا الله؛ فما لم يكن في الحسبان؟ أن نجني على فتاة لبنانية صديقة ابنتي، حينما تمنّينا عليها بإلحاح كي تأتي إلى عمّان، للاحتفال مع رفيقات ابنتي بعيد ميلادها، وقد وجدت الضيفة الزائرة من الجميع العناية والتكريم، فأهل الفتاة يثقون بنا ويتركون ابنتهم في رعايتنا بلا قلق.
رُبَّ ضارة نافعة؟ لقد تعرضتِ الفتاة لحادث في عمان في الوقت العصيب، الذي تواجهون فيه أقلُّه الرعاية الطبية وحاجتكم للأدوية والمشافي، وأبسط لزوم مقومات العيش، فأنا أواكب أخباركم وأشعر بالقلق، مما تعانون من تقنين في الطاقة كالكهرباء والماء والغاز والمحروقات.
وشحّ المداخيل غير المسبوق وانهيار قيمة المال. أعانكم الله جميعا كيف تتدبّرون أموركم..!؟
وأمسكت قلبي بيدي حينما تجاوزتم الباب، إلى عتبة حرب أهلية فلا تتجرعوا مرارتها مرتين.
ماذا لو ساعدنا من يحتاج المساعدة، وماذا لو صبرنا وتحملنا قسوة الزمن؟ لن يضيعَ الوفاءُ من ذاكرةٍ وَجَدَتِ العون منّا، ما دام الوقوف على الخواطر واجب أخلاقي قبل أي سبب واعتبار.
لم يعطل سؤالي عنكم والله، إلا قسوة الأحداث التي سببت هذا التجافي بيننا، وقد انهال علينا نكد الدنيا متلاحقا ما يفوق عاما، من معايشة ما استجد على العالم بأسره من كورونا الوباء المميت، وتراجع القدرة المالية للجميع بسبب توقف عجلة الإنتاج. ناهيك عن مسؤولية الأسرة والمنتدى، وصحة معتلّة لم تعد تساعد للمشاركة في مؤتمرات، وأمسيات أدبية تكاد تكون يومية.
لم أزل أعاني وأقاوم وأتجنب إرهاق ركبتي. لكنني اتخذت قراري أن لا أنحني أو أقع، إلاّ وأنا أتنفس وأمشي. لا تقلق لأنني تآخيت مع الوجع وتعودت على الصبر، ياعيني عالصّبر؛ لم لا؟!
أن نتنهّد ونردد على وقع المأساة. "لا انا عارف لمين أبكي ولاعارف لمين أحكي؟ يا عيني عالصبر، يشوف الدّمع في عينينا يواسينا، يشوف الجرح في إيدينا يداوينا؛ يا عيني عالصبر".
بعد أيام ستجري انتخابات الهيئة الإدارية للمنتدى، وأتمنى أن أتنحى عن منصب سيتعبني عمله بشدة، وقد تنازلت طوعا عن كثير من الهيئات الأخرى التي أرهقتني. وقلت أتفرغ لاخراج ونشر ما احتفظت به طويلا، ولو أنني تلقيت "تهديدا" لطيفا باستقالة الأعضاء لو ابتعدت عن المنتدى.
سعيدة بك يا صديقي أن أسمع صوتك من جديد، مع خالص مودتي لسوسن همزة التواصل الدائمة بيني وبينك، وسعيدة أيضا أنك أنشأت لنفسك موقع الروافد، سأتابعه حتما؛ ألف مبروك.
وفي غيبيات العالم المقبل، سأكون معك وبجانبك يداً بيد وقلباً على قلب، وأكُونُ شريكتُك في دار للنشر هناك، لتبقى بجانبي غاليا على قلبي أينما كنا. أنت السامق الرائق المبدع. ومقالتك سمعة مستباحة قرأتها في الروافد، ونشرتُها في المواقع الاخبارية وعلى موقع سماء الثقافة.
سعدتُ جداً برائحة رسالتك. أرجو أن لا تحتاجني في شيء خاصة الأدوية. لكن كل الأدوية والمستلزمات الطبية متوفرة في عمّان. فسلني بلا تردد ما تحتاجه أنت.. أو ما يحتاجه سواك.
https://www.youtube.com/watch?v=Rl_ehZiC48g
12 Comments
هاني
أول ما وقعت عيناي على العنوان؟ خلت أنني أمسكتُ عليك.. أو ربما على صاحبة الرسالة خطأ فادحا. وقد تراءى لي أن العنوان عائد لقصيدة “الحصري القيرواني” ومطلعها: “يا ليل الصبّ متى غده * أقيام الساعة موعده”؟ وليس يا ليل الصبر متى غده. التباس ما بين الصبّ والصبر.
فإذا بمضمون النص يشير إلى كلمات أخرى مختلفة؟ من أغنية لوديع الصافي.. لكنها بأي حال لا تقل روعة عن قصيدة القيرواني: يا ليل الصب متى غده، التي لم يبق من لم يرددها من سائرالمغنين على مساحة العالم العربي. أما أهلنا في الأردن..؟ فيتميزون بالكرم والوفاء فعلا.. مع خالص التحية والتمنيات.
ادام الله الود بينكم ومتعكم بالصحة والعافية…انتم فعلا عذوبة لحن وعطر انفاس
مودتي
أنا ممنونك أستاذ ماهر.. مودتي وتقديري.. مساء سعيدا للجميع.
أستاذ هاني.. فطنة عالية والتباس مشروع.. ألف شكر على الاهتمام ومرورك الكريم.
تحية تقدير وإعزاز للأستاذ الأديب المتميز إبراهيم يوسف، من عناوين الحرف الزاخر بالإبداع.
وشكري الخالص لنشره رسالتي بعد استشارتي .. فأخبار تصاعد التعقيدات الاقتصادية وتراجع كافة الخدمات في لبنان من الطبيعي أن يقلقني، خاصة عندما تربطنا علاقة تقدير وأخوة عامرة بالمودة خلال زمالتنا في مجلة عود الند من بريطانيا لمحررها الدكتور عدلي الهواري.. فأقول سبحان الله من جعلنا أسرة واحدة لا ينقطع تواصلها مهما ادلهمت الخطوب.. وسيلتي دوما للإطمئنان عليكم ابنتكم المصون حماها الله ورعاها، فما أجملكم من أسرة رائعة… وهذه الصداقة من كنوز التواصل الإنساني.
أشكر مرورك أستاذ هاني العابق بالمعلومة الجميلة التي تنم عن سرعة بديهة وفطنة عالية.. فتحيتي لك مقرونة بدعاء التوفيق.
ولكم أسعدني أن ألتقي هنا بالشاعر الأديب المتميز ابداعا، زميلي على منصة مكلاود الأستاذ ماهر بكير، ممن أتشرف به وأعتز بمعرفته.. فتحية احترام وتقدير لكم جميعا.
من.. وما يحملك أن تكتب عنه هو الأجمل
وبعد سنوات تأتي وتقرأ ما كتبت
فتتنهد بعمق وتتبسم باعتزاز
وتقول في نفسك: فعلا… يستحق وأكثر
من منا لا يعرف الاستاذة هيام ضمره ..!؟
قامة ادبية سامقة في عالم الشعر والادب
مخلوقة شديدة الوفاء
أمٌّ أدت رسالتها بأمانة وشجاعة ووفاء
تحظى باحترام وتقدير ومودة الجميع
حرفها له خصوصية العطر والابداع
قل هي السنبلة تمتليء ثم تنحني بتواضع
تكاد برأسها تلامس أرض الحقل
شكرا للاستاذ ابراهيم يوسف… أدى الأمانة
وشكرا للملهَة هيام ضمرة النبيلة المبدعة
الإنسان كلما أدمته الحياة وظروفها بأنيابها، احتاج إلى صديق يشاركه همه عاطفيا وفكريا، يجد في وصاله سلوى وتفريغاً لمخزونه الوجداني وإخفاقاته القاسية.
الصديق الحقيقي نادر الوجود أو هو “غير موجود”
وفي رسالتك أستاذة هيام .. رغم البعد أنسا، وفي طول عشرتك وفاء ومحبة، فأنت للعذر تبسطين وفي الشدة خير معين.
أدام الله الود والمحبة والوفاء بينكما.
ياه كم أخجلتني كلماتك العابقة بالمحبة حبيبتي دينا تلحمي الأديبة السامقة الرقيقة .. قد منحتني أكثر مما استحق
رغم منحي لقب الأم الرؤوم في الوسط الثقافي، ورغم تقديرهم لي تظل لكلماتك الأثر العميق لتتخذ موقعا محفورا في نفسي وذاكرتي
فمرورك كان سيغمرني بفيض من الفرح، فكيف يكون عليه الحال بهذه الكلمات التي انهالت كرذاذ العطر الفاخر تنعش الأنفاس وتثير الانتعاش
شكرا لقلبك الكبير، وشكراً أجزل وأكمل لذوقك النبيل، وتحية أعمق بالإحساس والشعور لك ولروحك النبيلة
وشكرا بحجم الدنيا للصديق الوفي الأديب الكبيرابراهيم يوسف ولكل الموقعين ها هنا الذين شملوني بذوقهم وأكرموني بمرورهم
سيدتي الأديبة العالية الهمة السخية الحرف الأستاذة ايناس ثابت، لهذا الحضور الراقي والتعليق الجميل
في الشكر أوفره وبالإمتنان أعظمه لك ولأستاذي المبجل ابراهيم يوسف.. حيثما يسيل حرفك يسيل معه البهاء من بهائك
وتظل الصداقة علاقة يشملها التقديس عند من يقدرونها ويتقنون التواصل الإنساني المدعوم بالقيم والأخلاق
الحياة من طبيعتها أن تأخذنا مآخذها البعيدة لأن فيها طبيعة الالتهاء بحل قضاياها.. لكنها أبدا لا تبعد بيننا وبين أنفسنا عن ذاكرة الأصدقاء
صداقة المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعية ثم خلال دروب الحياة .. هي صداقة أبدية لأهل الوفاء،
قد تغيب الأجساد لكن تظل الأرواح محتفظة بذات بريقها ورونقها
تحية ووافر الاحترام
الطريق الذي يقود إلى نصوصك الراقية، لا شك يعيد ترميم الروح، ويلهم الفكر، ويمنح المحيا اللحظات الجميلة..بارك الله فيك استاذ ابراهيم، وبارك الله في كل كتاب هذا الموقع، واخص الاستاذتين ايناس ثابت وهيام ضمرة …
لكن كل وصال يليه ترحال ..وكل بداية لها نهاية ..دمت استاذي ، وللجميع فائق مودتي واحترامي ….دعواتكم
الأخ ماهر باكير دلاش
“كن جميلا ترَ الوجود جميلا” “الحال من بعضو يا صديقي”، والحياة لا تستقيم إلاّ بالتناقض؛ لقاء وغياب أو بداية ونهاية.. ولادة وموت، حبٌ فحقد؛ ثم حرب وسلام.. وهكذا على هذا المنوال.
“لا خُلودٌ تَحتَ السَماءِ لِحَيٍّ * فَلِماذا تُراوِدُ المُستَحيلا – أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ * كُن جَميلاً تَرَ الوُجودَ جَميلا”. تسعدني إطلالتك حقا، والشكر لك مهما يكن الاعتبار، وجودك يا سي ماهر مؤنس في الروافد.
شكرا للروافد
ممنون كل الأخوة على سائر النصوص المنشورة
في الروافد، ومعظمها يستحق القراءة والاهتمام